بعد الأضرار الكبيرة التي خلفتها أخيرا الحرائق بواحات النخيل بإقليم طاطا، حيث التهمت النيران أزيد من 70 ألف نخلة، وبموازاة مع الإقبال المتزايد على الواحات هربا من موجة الحر الشديد التي تعرفها مناطق الجنوب الشرقي، سارعت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ANDZOA، بتعاون مع جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث وباقي المتدخلين بجهة درعة-تافيلالت، إلى إطلاق حملة تحسيسية بمناطق الجنوب الشرقي على شكل قافلة جابت واحات إقليمالرشيدية، للتحذير من مخاطر الحرائق بالواحات، وما ينجم عنها من آثار اقتصادية واجتماعية وبيئية. وفي هذا السياق، قال لحسن كبيري، رئيس «جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث»، في تصريح خص به «اليوم24»، إن مبادرة القافلة، التي تقف وراءها جمعيته بتنسيق مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ANDZOA، وبتعاون مع ولاية جهة درعة-تافيلالت، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، والمديرية الإقليمية للفلاحة، والمديرية الإقليمية للمياه والغابات، والمديرية الإقليمية للبيئة، ومصالح الوقاية المدنية، وفعاليات جمعوية ومدنية، نجحت في إثارة انتباه سكان الواحات التي زارتها القافلة طيلة أيام الأسبوع الماضي، بعين مسكي بالرشيدية وأوفوس وأرفود والجرف وتنجداد وكلميمة وبودنيب، إلى مخاطر الحرائق التي يتسبب فيها العنصر البشري، وما تخلفه من آثار سلبية على الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي لواحات الجنوب الشرقي. من جهته، كشف القائد الإقليمي للوقاية المدنية بإقليمالرشيدية، يوسف بومسهول، خلال عرضه في إحدى ورشات القافلة حصيلة تدخلات مصالح الوقاية المدنية لإخماد الحرائق التي اندلعت بواحات إقليمالرشيدية خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي تجاوزت خمسمائة تدخل، أن النيران، التي اندلعت بشكل مفاجئ ولأسباب مجهولة ترتبط بسلوك زوار الواحات، تسببت، خلال سنة 2015، في إحراق 1816 نخلة وأزيد من 16 هكتارا من المساحات المزروعة والغطاء النباتي للواحات، فيما ارتفع عدد النخيل الذي التهمته النيران في سنة 2016 إلى 3250 نخلة و24 هكتارا و1903 أمتار مربعة من القصب والأعشاب الجافة المحيطة بالواحات التي تخترقها الشعاب والوديان، قبل أن تقفز خسائر نخيل واحات إقليمالرشيدية، بسبب الحرائق خلال سنة 2017، إلى أزيد من 397 نخلة، أي بارتفاع تجاوز نسبة 40 في المائة، فيما سجلت سنة 2018، إلى غاية نهاية شهر ماي الماضي، ضياع 1059 نخلة بسبب الحرائق، التي تطلبت 75 تدخلا لإخمادها، حسب القائد الإقليمي للوقاية المدنية بإقليمالرشيدية. وعزا المسؤول ذاته أسباب الحرائق التي باتت تهدد مستقبل الواحات، إلى «السلوكيات الطائشة وغير المسؤولة للعنصر البشري من الزوار والوافدين على الواحات والقاطنين بها»، والذين يتسببون في اندلاع الحرائق، فيما برر محدودية تدخلات مصالح الوقاية المدنية للسيطرة على الحرائق، بضعف شبكة المسالك داخل الواحات وعدم توفرها على نقاط لجلب الماء خلال حدوث الحرائق، حيث دعا مسؤول مصالح الوقاية المدنية قاطني التجمعات السكانية القريبة من الواحات إلى تجنب إضرام النار، والانخراط في التحسيس بمخاطر الحرائق التي تؤثر، كما قال، على استمرار الواحة وسطا طبيعيا مهما في المناطق القاحلة أو الجافة.