لا زالت رقعة العطش تتسع، فبعد مناطق زاكورة ونواحي شفشاون، التي فجرت "ثورة العطش"، ارتفعت مطالب سكان بنواحي شيشاوة، بتوفير الماء للآلاف بدواوير نائية، كاشفين عن مأساة بسطاء القرى، العطشى، بسبب تكلفة الماء التي تفوق تسعيرة الماء في المدن بثمانية ضعاف. الجمعية الإدريسية للتنمية والتضامن، التي تسير عملية توزيع الماء عن 1700 مستفيد في دواوير فرقة المصابيح، جماعة المزوضية، بإقليم شيشاوة، أصدرت بلاغا، تدق فيه ناقوس الخطر، من العطش الذي يهدد الساكنة، عقب متابعتها عن قرب لما وصلت إليه المنطقة، من حالة جفاف، وشح في مخزون المياه الجوفية. وسجلت الجمعية، في تقريرها، ارتفاع ثمن البرميل الواحد بدواوير سي الضو، ودوار بنهنونة وغيرهم، لما قدره 50 درهم، وهو مايعادل 8 مرات حجم التسعيرة المعمول بها وطنيا، ما ينتج عدم قدرة أغلبية السكان على الحصول عليه، لينتج عنه العطش، بسبب الفاقة وقصر اليد. كما تسجل الجمعية، أن الماء المخصص للاستخدام الشخصي والمنزلي بدواوير المزوضية فرقة المصابيح، غير معالج ولا يستبعد أن يحتوي مواد ضارة مثل الكائنات المجهرية، ونسبة الملوحة فيه جد مرتفعة، مؤكدة أن الحاجة فقط والعطش هو دافع الاستهلاك الإنسان له بهاته المناطق إن وجد. ولم تقتصر أثار نقص المياه عن الشرب والحياة اليومية، بل طالتها لمورد رزق أغلب سكان هذه المناطق، حيث نبه طارق سعود، رئيس الجمعية، في تصريحه لليوم24، إلى أن قطيع الماشية المنتج للحليب، والذي يعد المورد الوحيد لدخل الفلاحين، في تراجع خطير بسبب الجفاف، ما علق بذمم الكسابة ومنتجي الحليب، ديونا بملايين السنتيمات، لفائدة موزعي الأعلاف. وأعلنت الجمعية، أن منطقة المصابيح على حافة كارثة إنسانية بسبب ندرة الماء، و العطش، في ظل عدم تجاوب المسؤولين على مستوى الجماعة أو عمالة شيشاوة، رافعة مطالب عاجلة، بضرورة توسعة الآبار الموجورة بما يتناسب مع الاستهلاك، وإعادة هيكلة شبكة قنوات تزويد الدواوير البعيدة، فيما يستعد سكان الدواوير العطشانة، لمسيرة إلى مقر ولاية مراكش، لرفع مطالبهم أمام المسؤولين.