بعد التصويت على اتفاقية التدبير المفوض لقطاع النقل العمومي الحضري عبر الحافلات (الرباط-سلا-تمارة)، أمس بالرباط، والإجراءات التي جاء بها، المتمثلة أساسا في اعتماد أسطول جديد بشرط رفع ثمن التذكرة إلى 5 دراهم من السنة الأولى إلى السنة الرابعة، وإلى 5,5 دراهم من السنة الخامسة إلى السنة الثامنة، ثم 6 دراهم من السنة التاسعة إلى غاية نهاية العقد، عبر مواطنون لمكرفون "اليوم 24″، عن غضبهم واستيائهم من خدمات النقل العمومي المتوفرة من خلال الحافلات. واختلفت آراء من التقى بهم الموقع بخصوص رفع التذكرة بين الرفض واعتبار الثمن مرتفع ولا يحترم القدرة الشرائية، وبين القبول على مضض. وإن كانت الشركة المفوض لها والجهة المدبرة للقطاع قد ربطت تجديد الأسطول وتحسين الخدمات برفع التذكرة، فإن صوت المواطن بالتجمع الحضاري الرباطسلاتمارة، ينادي بضرورة مراقبة القطاع، وتوفر الحافلات الجديدة على شروط السلامة والأمن. ويطالب مستعملو الحافلات بالتجمع الحضاري الرباطسلاتمارة، بضرورة توفير حافلات جديدة تحفظ كرامة المواطن، وتحترم وتيرة زمنية محددة. ورصد "اليوم 24" استمرار معاناة مستعملي الحافلات، عبر جولة قصيرة على أهم محطات وقوف الحافلات بالعاصمة، حيث يتسارع المواطنون للحاق بالحافلة للظفر بموقع قدم داخلها، أما الجلوس في المقاعد فأصبح من "الرفاهيات!". ويتنقل مواطنون بالعاصمة في أسطول "كارثي" زجاج مكسر، وكراسي مقتلعة، وهياكل صدئة، وازدحام يغتال الكرامة. ولم تعد الأزمة المستفحلة في النقل العمومي خافية على أحد، أو أمرا مختلفا بشأنه، فهي حديث المجتمع المرئي والمسموع، في مشهد يومي يؤثث فضاءات التجمع الحضاري من وإلى الرباط، والذي يضم خمسة عشر جماعة (الرباط، سلا، ابو القنادل، عامر، السهول، تمارة، الصخيرات، الهرهورة، الصباح، عين عودة، أم عزة، سيدي يحيى زعير، عين عتيق، المنزه، مرس الخير)، في مجال يمتد على مساحة 1275 كلم2 . وأضحت معاناة المواطن أمر مجبورا عليه مستعمل الحافلة خصوصا في أوقات الذروة، وشكلت للمواطنين شاغلا يؤرق، ومشروعا يفكر فيه قبل الإقدام عليه، يغير أجندة اليوم وحساب الزمن، وكأنها قدر محتوم، يدفع المواطن المغلوب على أمره ثمنا إضافيا مقابل الخلاص منه رغم ضعف قدرته الشرائية. وعبر الكثير ممن التقى بهم "اليوم 24 "عن المرارة التي يتجرعونها كل يوم، بين طول مدة الإنتظار، وغياب الأمن، وسوء الخدمة، واهتراء الحافلات. وبين من رفض رفع سعر التذكرة إلى خمسة دراهم، ومن قبِل بها، متذمرا مغلوبا على أمره، عيون شاخصة، وضغط بادي وأمال عريضة في خدمة عمومية تصون الكرامة وتحترم المواطن. يشار أن الشركة المفوض لها ستعمل على توفير أسطول ب 350 حافلة ليصل عبر مراحل الى 430 حافلة. وستلتزم الشركة بتشغيل المستخدمين العاملين بشركة "ستاريو" في حدود 1607 مستخدم مع الإبقاء على حقوقهم المكتسبة إلى تاريخ الشروع في تنفيذ عقد التدبير المفوض. يذكر أن قطاع لنقل بالتجمع الحضاري المذكور سجل الكثير من الاضطراب في تدبيره، حيث فشلت شركة "فيوليا النقل"، وأعلنت إفلاسها في وقت سابق، ليتحول القطاع إلى كارثة. ويشهد تدنيا في الخدمات غير مسبوق، بشهادة الساهرين على تدبيره.