كشف مشغلون إسبان أن أعداد العاملات الموسميات المغربيات، اللائي قررن "الحريك" عن طريق الفرار من عملهن في حقول الفراولة، والتهرب من العودة إلى المغرب قارب 3000 حالة مؤكدة. وأوضح مشغلون إسبان، حسب ما نقلته وسائل إعلام في الجارة الشمالية، أن أعداد المغربيات، اللائي لجأن إلى "الحريك" مرشحة للارتفاع، لتقارب ربع مجموع العاملات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية، اللائي يبلغ عددهن الإجمالي 17 ألف عاملة. المشغلون الإسبان، الذين اجتمعوا، خلال الأسبوع الجاري، مع الوزير الجديد للهجرة في حكومة "بيدرو سانشيس"، وجهوا انتقادات لاذعة إلى الحكومة المغربية، ووكالة "أنابيك"، التي حملوها مسؤولية إخلال العاملات المغربيات ببند الرجوع إلى المغرب بعد انتهاء مدة العمل الموسمي. وفيما تطمح الحكومة المغربية إلى المحافظة على أعداد العمالة المغربية الموسمية في حقول الفراولة الإسبانية، وتوسيعها في السنوات المقبلة، لوح المشغلون الإسبان بخيار التراجع، مقترحين على وزير الهجرة الجديد التوجه نحو تشغيل المهاجرين المقيمين بطرق شرعية في إسبانيا بدل استيراد العمالة المغربية. وأوشكت مرحلة إعادة العاملات الموسميات المغربيات في حقول الفراولة الإسبانية على الانتهاء، نهاية الأسبوع الجاري، فيما لاتزال مصالح وزارة الشغل والإدماج المهني والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل "أنابيك"، متكتمة عن أعداد المغربيات العائدات من الحقول الإسبانية، والأعداد الحقيقية للمغربيات، اللائي قررن "الحريك" بدل الرجوع إلى المغرب في الوقت المحدد لعودتهن. ويأتي المعطى الجديد حول أرقام العاملات المغربيات في حقول الفراولة، اللائي قررن الإقامة بشكل غير شرعي في إسبانيا، تزامنا مع حديث تحقيقات صحفية عن تعرضهن لسوء المعاملة، والتحرش الجنسي في الضيعات، حيث يعملن بشكل موسمي في الجنوب الإسباني. وكان القضاء الإسباني أعلن فتح تحقيق في هذه التقارير، وخرجت مغربيات إلى الاحتجاج لأول مرة في إسبانيا، من أجل كشف الحقيقة، وحمايتهن من سوء المعاملة، والاعتداءات، التي قلن إنهن تعرضن لها على يد الإسبان. محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، الذي تشرف وزارته على عملية تشغيل المغربيات في الضيعات الإسبانية، كان قد أقر، في ندوة لحزبه في العاصمة الفرنسية باريس، بوجود مغربيات يهربن من الضيعات الإسبانية، وقال إن عددا منهن تقررن الاستقرار بطريقة غير شرعية في إسبانيا، ومنهن من يكون لديهن تنسيق مع شبكات متخصصة.