ليلة بيضاء قضاها عناصر الأمن وسكان الحي الحسيني/ بندباب الشعبي بمقاطعة المرينيين بفاس، عقب لجوء شاب في عقده الرابع إلى احتجاز والده بداخل منزله في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء/ الأربعاء الأخيرة، حيث عرض الابن العاق والده للضرب والجرح وهدد بقتله، قبل أن يتمكن عناصر الأمن من توقيف الشاب الهائج، والذي هاجمهم بواسطة سيف متسببا في جروح لدى شرطيين. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" من شهود عاينوا الحادث، فإن صراخ الزوجة الثانية لأب الشاب، والذي وصفته السلطات "بالمختل عقليا"، كسر صمت الحي الشعبي ليلا، حينما تمكنت من الفرار من قبضة ربيبها، حيث ظلت الزوجة تطلب نجدة الجيران لإنقاذ زوجها من بين يدي ابنه والذي عرضه لطقوس من التعذيب والتعنيف مهددا بقتله، وهو ما دفع الجيران إلى الاتصال بالشرطة طلبا لنجدتهم، غير أن هيجان الشاب الذي يتمتع بقدرات جسدية وعضلية كبيرة، صعب من مهمة عناصر الأمن والتي نفذت إنزالا لعناصرها، عقب إصابة عنصرين من رجالها بسيف الشاب الهائج، قبل أن يتمكنوا مع الساعات الأولى من فجر يوم أول أمس الأربعاء، تضيف مصادر الجريدة، من السيطرة على الشاب وتوقيفه. هذا وتابع حشد كبير من سكان الحي الحسني الشعبي، أطوار التدخل الأمني لتوقيف الشاب الهائج، والذي ظل يحتجز والده لساعات، قبل أن يضعوا يدهم عليه، فيما نقل الأب العجوز إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس لرتق الجروح التي أصيب بها، حيث أظهرت أولى المعلومات بأن الشاب يعاني من اضطرابات نفسية ومدمن على التعاطي للأقراص المهلوسة والمخدرات، حيث سبق له أن خضع للعلاج بمستشفى ابن الحسن للأمراض العقلية والنفسية بفاس، حيث يُنتظر أن يتأكد المحققون من الملف الطبي للشاب وإحالته على خبرة طبية قبل الحسم في مسؤوليته الجنائية بخصوص تعنيفه لوالده وتهديده بالقتل والاعتداء على عناصر الشرطة بواسطة سيف.