فارق الأسطورة غابرييل غارسيا ماركيز، اليوم الحياة، بعد معاناة طويلة مع المرض دامت لسنوات. واكد مصدر مقرب من عائلة، صاحب "مائة عام من العزلة "، خبر وفاته لعدد من وكالات الأنباء الدولية. لكن الروائي الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز لم يمض المائة عام بعد، ولم يمض عمره الذي تجاوز الثمانين في عزلة، كما في أيقونته الأدبية التي أهلته لنيل جائزة نوبل للآداب. لكن الأديب الكبير دخل متاهة الخرف مبكرا نسبيا، هذا الداء القرين للعائلة كما أكد شقيقه خايمي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام كولومبية. وقد شعر بأولى أعراض الخرف عام 1999 عندما عانى من مرض السرطان الذي نجا منه. وقد سرّع العلاج الكيميائي الذي تابعه للقضاء على المرض من العملية لديه، قبل أن يؤكد أن العائلة جميعا تعاني من الخرف، وأنه شخصيا يعاني بعض المشاكل والاضطرابات. ورغم أن ماركيز اشتهر روائيا فإنه بدأ حياته صحفيا مثل الروائي الأميركي أرنست همنغواي، وعمل مراسلا في عدد من البلدان الأوروبية، وكتب أيضا القصة القصيرة والشعر، وهو الذي أعطى أدب أميركا اللاتينية زخما وشهرة كبيرين، وكان رابع أديب أميركي لاتيني يحقق جائزة نوبل (1982) بعد ميسترال وأوستاريس وبابلو نيرودا. قدم ماركيز عام 2002 سيرته الذاتية في جزئها الأول بعنوان "أعيش لأروي"، إذ تناول فيه حياته حتى عام 1955. وحقق الكتاب في نسخته الإسبانية مبيعات كبيرة، ونشرت الترجمة الإنجليزية لمذكرات ماركيز على يد الصحفي الأميركي إيدث غروسمان عام 2003، كما نشرت روايته الجديدة "ذكريات غانياتي الحزينات". في الفترة التي كان يعاني فيها ماركيز من المرض والخرف ويراها المتابعون "موتا غير معلن" للروائي الأشهر، تبقى بصمته الأدبية على الصعيد العالمي معلنة وواضحة وبراقة، لتكرسه بموهبته الفذة أحد أعظم أدباء العالم في القرن العشرين.