مباشرة بعد صدور الأحكام النهائية في حقّ القيادات المشكِّلة للعمود الفقري لحراك الريف، القابعة وراء قضبان "عكاشة" بالدار البيضاء، وذيوعها كالنار في الهشيم، شهدت مدينة الحسيمة، ليلة الثلاثاء – الأربعاء، اِحتجاجات صاخبة متفرقة بكل من حيّ "سيدي عابد" وَ"شارع الوحدة" و"باريو بريرو"، مسقط رأس قائد الحراك الشعبي بالريف، ناصر الزفزافي. ورفع المحتجون الذين سَرَت في أوساطهم حالة من الغليان والاحتقان، شعارات ندّدوا خلالها بالأحكام التي اِعتبروها "جائرة وقاسية وظالمة"، قبل أن تُسارع عناصر قوات الأمن العمومية إلى محاصرة وتطويق الغاضبين، بهدف فضّ وقفاتهم الاحتجاجية، حسب مصادر محلية ل "اليوم24" من عين المكان. ووفق نفس المصادر، فإن الحسيمة تعرف منذ أن سرى خبر إدانة ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، وزميله نبيل أحمجيق، ب 20 سنة حبساً نافذاً لكليهما، إنزالاً أمنياً مكثفاً، تحسباً لأيّ خرجات إحتجاجية محتملة، في حين عاين "اليوم24″ استنفار عناصر الأمن ب"ساحة التحرير" وسط مدينة الناظور التي بدت إلى حدود الساعة خالية من نشطاء الحراك، كما في باقي بلدات منطقة الريف. موازاةً مع الخرجات الاحتجاجية التي ما تزال القوات العمومية تشدد الخناق عليها وسط مدينة الحسيمة، تعالت حناجر النساء بالزغاريد الصادحة من عُقر المنازل وأسطحها، وسَط بكاء ونواح وصراخ بعضهن، تعبيراً عن استنكارهنّ لهذه الأحكام في حقّ أبناء المنطقة، بينما رجال المدينة لم يتوانوا عن رفع شعار "الموت ولا المذلة.. عاش الريف". على صعيد متصل، بمجرد ما تمَّ الإعلان عن الحكم النهائي في ملف معتقلي حراك الريف، سادت في أوساط روّاد موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، موجة عارمة من الاستنكار والسخط، كما خيّمت على جدران الموقع الأزرق حالة حزن واستياء، بعد لجوء آلاف الفايسبوكين المغاربة إلى تغيير صور البروفايل إلى صور الحداد السوداء.