أججت الاعتقالات المتواصلة التي تشنها السلطات الأمنية ضد نشطاء حراك الريف، خاصة ضد الرموز البارزة في الحراك، الاحتجاجات المستمرة في مختلف مناطق الريف، حيث احتشد الآلاف من المتظاهرين في وقفات بكل من أحياء "سيدي عابد" و"بريوا خولا" و"باريو بريرو" بالحسيمة، مساء أمس السبت، بالموازاة مع وقفات ومسيرات في عدد من المدن والمناطق الأخرى. وبالرغم من التطويق الأمني للأحياء الثلاثة المذكورة، إلا أن محتجي الحسيمة توافدوا بكثرة بعد صلاة التراويح، حيث رددوا هتافات موحدة تندد باعتقال زملائهم وتطالب بوقف التدخلات الأمنية في حق المتظاهرين، رافعين شعارات من قبيل: "الشعب يريد.. سراح المعتقل"، "سلمية سلمية.. لا حجرة لا جنوية"، "لا للعسكرة.. لا للعسكرة"، "شعب الريف قرر.. إسقاط العسكرة"، "عاش الشعب عاش عاش.. شعب الريف ماشي أوباش"، "يا مخزن حذاري.. كلنا الزفزافي"، "هي كلمة واحدة.. هاذ الدولة فاسدة". بالموازاة مع ذلك، خرج متظاهرون في مدن الدارالبيضاء، مراكش، الجديدة، الناظور، تنغيرن سيدي سليمانن العروي، ترجيست، ومدن أخرى بعد صلاة التراويح، للتنديد بحملة الاعتقالات ضد نشطاء الريف وبالتدخلات الأمنية التي وصفوها ب"القمعية"، وللمطالبة برفع التهميش و"الحكرة" عن كافة مناطق المغرب، فيما كشف نشطاء أن السلطات قطعت الكهرباء عن الحي الذي تظاهر فيه المحتجون بمدينة العروي. وتدخلت السلطات الأمنية بقوة لتفريق المتظاهرين بمدينة مراكش، وذلك في الوقفة التي دعت إليها تنسيقية الحراك الشعبي بمراكش للتضامن مع حراك الريف، حيث أفادت مصادر لجريدة "العمق"، أن الوقفة الاحتجاجية مع حراك الريف المنظمة أمام البريد ب"كليز"، عرفت تدخلا أمنيا قويا لمختلف الأجهزة الأمنية، التي عمدت إلى تعنيف المحتجين من أجل تفريقهم. كما تظاهر النشطاء في عدد من المناطق المحيطة بالحسيمة، وعلى رأسها إمزورن، تماسنيت، ميضار، أيت عبد الله، تالارواق نواحي كتامة، أيت موسى وعمر، أيت حذيفة، الرواضي، ومناطق أخرى. واعتقلت قوات الأمن مساء أمس السبت، الناشط البارز في حراك الريف المرتضى اعمراشن، لينضاف إلى لائحة المعتقلين الذين تجاوز عددهم المائة. لتكون السلطات الأمنية قد اعتقلت أبرز قادة الحراك، حيث يوجد رهن الاعتقال قائد الاحتجاجات ناصر الزفزافي، ونبيل احمجيق، ومحمد جلول، ومحمد المجاوي، والناشطة سيليا الزياني، إضافة إلى عشرات المعتقلين الآخرين. بالموازاة مع ذلك، أوضحت مصادر محلية من منطقة "ايث حذيفة" بإقليم الحسيمة، أن الدرك الملكي استدعى بعض نشطاء الحراك الشعبي في المنطقة، وهم كل من خالد بنعبد السلام، إلياس العتميوي، علي المساوي، محمد المساوي، فتحي عبد الوهاب، مصطفى بنمسعود. كما كشف النشطاء أن الناشط فريد الإدريسي وهو موظف بالمجلس الجماعي "ايت يوسف وعلي"، تم استدعاؤه بدوره من طرف قائد الدرك الملكي، مساء اليوم، إضافة إلى الناشط أنوار عليلوش الذي استدعاه الدرك الملكي بإمزورن، وكذا الناشط عبد السميع اعرود الذي توصل باستدعاء اليوم، ونشطاء آخرين. يأتي ذلك بعد المواجهات التي عرفها حي سيدي عابد الحسيمة، قبل يومين، بعد تدخل قوات الأمن باستعمال القنابل المسيلة للدموع والهراوات، مخلفا إصابات في صفوف المحتجين واعتقال عدد منهم، حيث أثارت صور التدخل الأمني وما خلفه من إصابات، ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعا نشطاء إلى فتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين عن تعنيف محتجين سلميين، متسائلين عن الهدف من التصعيد الأمني في المنطقة. وقد وجهت الشرطة القضائية بالحسيمة، عددا من الاستدعاءات لنشطاء ومحتجين، من أجل الحضور إلى مقر مكتب ولاية الأمن للتحقيق معهم، فيما طالب نشطاء آخرون بتدخل المنظمات الحقوقية الدولية للضغط على الدولة لوقف "قمع" الاحتجاجات، حسب تعبيرهم.