ارتفعت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة الأطفال في المستشفيات في مدن مختلفة في المغرب، حوادث تحرك معها الرأي العام، وتتوحد فيها عناصر الأمن والمجتمع للبحث عن أطفال لا يتجاوز عمرهم ساعات فقط، ارتمت عليهم أيادي غير رحيمة وحرمتهم من دفء أمهاتهم. يوم أول أمس الأربعاء، اختفت طفلة رضيعة من جانب والدتها بمستشفى الهاروشي، قالت الأم إن امرأة منقبة حاولت إلهائها واختطفت الطفلة من جانبها دون أن تدرك كيف تمت عملية إخراج الطفلة من أمام أعينها. حالة الطفلة التي اختفت يوم أول أمس ليست هي الأولى من نوعها في مدينة الدارالبيضاء، ففي مستشفى الهاروشي فقط، تم اختفاء طفلتين منذ مطلع سنة 2016، أول حالة هي الرضيعة هاجر التي سرقت من أمام والدتها، وحركت الرأي العام، حيث أشرف عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، شخصيا، على عملية البحث عن الطفلة، وتم العثور عليها بعد مرور أسبوع تقريبا من اختفائها. وفي مدينة مراكش أيضا، اهتزت المدينة قبل أشهر على واقع اختفاء رضيع من مستشفى ابن طفيل، من جانب والدتها، واستمرت عملية البحث أكثر من 72 ساعة، لتقود تحقيقات الأمن إلى أن طبيب المستشفى وراء عملية سرقة الرضيع من والديه، وإعطائه لعائلة أخرى. وفي الوقت الذي نجت فيه المرأة التي سرقت الرضيعة هاجر من المحاكمة، لأن الأمن لم يتوصل لهويتها بعد أن وضعت الرضيعة في الشارع ورحلت، وزعت محكمة الاستئناف في مراكش 32 سنة سجنا نافذا على المتورطين في عملية اختطاف الرضيع من والدته. حوادث اختفاء الأطفال الرضع من المستشفيات، وتكررها في السنوات الأخيرة، أعادت طرح سؤال من المسؤول عن هؤلاء الأطفال، هل هي العائلة، أم المستشفى، باعتبار هؤلاء الأطفال يقضون أكثر الوقت داخل قاعة الحضانة.