لا تزال ارتدادات آخر خرجة للزعيم الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، متواصلة، بعدما دعا إلى التخلي عن "الشرعية الانتخابية" لأنها تكبح التطور، حسب قوله. بنشماش، الذي خرج، أمس الاثنين، في مقال تحت عنوان "السلطة الخامسة"، قال فيه إن حزبه قادر على طرح سؤال "هل يستقيم كبح، ورهن إمكانات التطور الوطني باسم "شرعية انتخابية"، هي في الواقع ليست شيئا آخر غير "شرعية " قاعدة انتخابية لا تمثل الا نسبة ضئيلة جدا لمجتمع يريد أن يتقدم إلى الأمام؟". ووجه بنشماش، بسيل من الانتقادات، آخرها جاءت بقلم رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين نبيل الشيخي، الذي وجه كلامه لبنشماش بالقول "أنكم بصدد الانتقال من منطق التحكم، الذي رافق نشأتكم الأولى، إلى منطق الدعوة الصريحة للانقلاب على الديمقراطية، وهي خطيئة جديدة لن يغفرها لكم الشعب المغربي، الذي يميز جيدا بين شرفاء السلطة الخامسة، وانتهازيي الطابور الخامس". ووصف الشيخي في تدوينة له، نشرها في حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، منتصف ليلة أمس الاثنين، الخرجة الأخيرة لبنشماش بالهواجس المتهافتة، معتبرا أن "الزعيم الجديد لحزب خرج لتوه فاشلا من تجربة التحكم، التي لفظها المغاربة في محطات، واستحقاقات، استعمل فيها هذا الحزب كل الوسائل غير المشروعة، التي لا تزال تحتفظ بها ذاكرة الشعب المغربي، فلا يمكنك، في مثل هذه الحالة إلا أن تستغرب من الجرأة والخلفيات، التي تدفع أمثال هؤلاء إلى التطاول على أسس، ومنطلقات، ومرجعيات في متن الدستور، تشكل أساس البناء الديمقراطي". واعتبر القيادي في ال"بجيدي" أن الخرجات المتتالية للزعيم الجديد للبام، تنم عن فشل في نقد ذاتي للحزب، وقال "ليوم تؤكدون مرة أخرى، بعد فشل مشروعكم التحكمي، الذي اشتغلتم في إطاره لأزيد من عشر سنوات، وبعد فشلكم في ترميم حزبكم على أسس متينة، وعدم قدرتكم على النقد الذاتي والقيام بالمراجعات الحقيقية، وبعد شعوركم بالعجز، والتوجس من المحك الانتخابي من الآن، (تؤكدون) أنكم بصدد البحث عن مداخل جديدة لضمان مكانة جديدة لكم في المشهد السياسي، ولو اقتضى الأمر في نظركم الانقلاب على الأسس التي ترتكز عليها الديمقراطة". يذكر أن حكيم بنشماش، الذي انتخب، أخيرا، على رأس حزب الأصالة والمعاصرة خلفا لإلياس العماري، يثير موجة من ردود الأفعال في كل خرجاته من طرف قيادات العدالة والتنمية، التي يرون في حديثه تلميحا وتصريحا للتضييق على حزبهم والعداء له.