شهدت جلسة لجنة الداخلية بمجلس المستشارين، ليلة الاثنين، تبادل الاتهامات بين أعضاء اللجنة، بطريقة غير مباشرة، حول مدى احترام كل حزب للقوانين المصادق عليها في البرلمان، ورفض تزكية المشتبه في تورطهم في الاتجار في الممنوعات. وانتقد عبد الحكيم بنشماش، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة، المشهد السياسي، مؤكدا أن الأحزاب تقوم بمساومات تحت الطاولات لتحصيل منافع، وتغيب الديمقراطية الداخلية بين صفوفها. وانتقد بنشماش الحكومة ووزارة الداخلية، وقال بهذا الخصوص: «نبهنا الحكومة ووزارة الداخلية إلى تدخل الولاة والعمال لتوجيه الانتخابات، ومحاولة الهيمنة على العمل الجماعي. وكسلطة وصاية نذكركم بما صدر عن والي مراكش المعزول، الذي تدخل في عمل عمدة مدينة مراكش، وحاول سلب اختصاصاتها، وساند عودة رئيس الجهة السابق إلى منصبه، فكان أن اعتبر المكتب الوطني للحزب هذا التصرف دنيئا، وازدراء لعمل المنتخبين»، مضيفا أن هناك استخفافا لبعض الولاة والعمال بالعمل الجماعي بالقرى والمدن. وقال بنشماش إن هناك من نعت الحزب باسم الوافد الجديد، أو حزب صديق الملك، وهناك من وصفه بالحزب الأغلبي، أو نادي التأمل، والبعض رجع إلى التاريخ ليقيس عمله بتجارب ماضية، مؤكدا أن تلك النعوت التي أطلقها بعض الساسة على حزب الأصالة والمعاصرة تعبر عن بؤس التفكير، وتقادم شبكة التحليل، وسيادة الكسل الفكري لديهم، ومحاولة لاستبلاد المواطن، على حد قوله، مبرزا أن الأحزاب التي تصف حزب الأصالة والمعاصرة بتلك النعوت، هي الأحزاب التي رفضت أن تؤهل نفسها، وشاخت من كثرة ترديد نفس الكلام، وهي تعيش تعددية وهمية مضخمة، ولا تريد القطع مع ثقافة الميثاق السابق، والكولسة والتسويات التي تقع تحت الطاولات. وأكد بنشماش أن حزب الأصالة فتح المجال للأطر والطاقات كي تلتحق به عن طواعية للعمل بأريحية، خلافا للأحزاب الأخرى التي تعتقد أنها ثكنات عسكرية مغلقة، ترفض حرية الانتماء، مشيرا إلى أن التهمة الموجهة إلى حزبه بخرق مزعوم للفصل الخامس من قانون الأحزاب بدون أساس لأنه فصل غير دستوري، كما أن تلك الأحزاب استفادت بدورها من ترحال البرلمانيين قبل إنشاء حزب الأصالة والمعاصرة. و ذكر بنشماش بالكيفية التي سحب فيها الأصالة والمعاصرة مساندته للحكومة، مؤكدا أن الأغلبية الحكومية تآمرت على الحزب حينما لوحت باستعمال الفصل 5 ، وزاد الأمر تعقيدا تصريح عباس الفاسي الوزير الأول، الذي تحدث عن ترضية سياسية، وهو ما اعتبر من قبل قيادة الحزب «فضيحة سياسية»، مضيفا أن قوة الحزب تكمن في تحقيقه الانتصار والفوز. ومن جهتها، ردت زبيدة بوعياد، رئيسة فريق حزب الاتحاد الاشتراكي، قائلة لبنشماش:«لا تعمم مسألة قبول ترحال البرلمانيين، فحزبنا كان ولا يزال ضد الترحال»، مؤكدة أن المشهد السياسي لا يبعث على الارتياح، لكونه مشهد مبلقن، يتسم بالضبابية، وهذا ليس في صالح الوطن، مضيفة أن ما وقع في انتخابات تجديد ثلث المستشارين من بيع بين الناخبين الكبار لمؤشر واضح على المس بمصداقية الانتخابات، مطالبة بتطبيق نمط الاقتراع الأحادي في الانتخابات المقبلة.