من جديد، أثار آخر مقال للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، حفيظة الإسلاميين، الذين رأوا فيه محاولة للانقلاب على الديمقراطية. بنشماش، الذي تحدث في مقال حديث له عن "السلطة الخامسة"، قال إن حزبه لا يجد حرجا في طرح السؤال الذي يتحاشاه كثيرون: "هل يستقيم كبح ورهن إمكانات التطور الوطني باسم شرعية انتخابية هي في الواقع ليست شيئا آخر غير شرعية قاعدة انتخابية لا تمثل إلا نسبة ضئيلة جدا لمجتمع يريد أن يتقدم إلى الأمام". من جانبها، ردت آمنة ماء العينين، القيادية في "البيجيدي" على بنشماش، بالقول إنه "غريب أمر سياسي حزبي يعتبر الشخصية البروتكولية الرابعة في البلد من خلال ترؤسه لمجلس منتخب باعتباره شخصا منتخبا، ثم ينعت الشرعية الانتخابية- فقط لأنها لم تحمل حزبه لرئاسة الحكومة رغم كل الخسائر الديمقراطية التي تكبدها المغرب لأجل ذلك- ينعتها بالشرعية الزائفة، ثم يعتبر أن شرعية الحزب الأول هي في الحقيقة شرعية منقوصة لأنها لا تمثل إلا شرعية قاعدة انتخابية ضئيلة". واعتبرت ماء العينين أنه اذا كانت حقيقة شرعية الحزب الأول منقوصة بناء على نتائجه الانتخابية، فإن شرعية بنشماس وحزبه ستعتبر بمنطق رياضي بسيط منعدمة تماما، باعتبار أن قاعدته الانتخابية- خاصة إذا ما احتسبت خارج "الدوباج"- أكثر ضآلة من قاعدة الحزب الأول. ووجهت ماء العينين انتقادا شديد اللهجة لرئيس مجلس المستشارين، معتبرة أنه وبناء على منطقه "سيحق للجميع أن يتساءل: بأي صفة يخاطبنا هذا الرجل الطاعن في الشرعيات الانتخابية من أعلى منصة مؤسسة منتخبة؟ خاصة إذا ما استحضرنا "تكرديعته" الشهيرة في حي يعقوب المنصور على يد شباب يافعين من الحزب الذي خلّف لديه -ولسوء حظه- عقدة الانتخابات، فجعل من نفسه أضحوكة عالمية يصلح التنذر بها في باب النكت السياسية: رجل يترأس مؤسسة منتخبة ثم يطعن في شرعية الانتخابات ويعتبرها شرعية زائفة و"كابحة".