بعدما هدد بالترشيح وهاجم مزوار والعلمي عاد ليظهر ك"حمل وديع" يساند مرشح الأغلبية فاجأ مصطفى المنصوري، الرئيس السابق للبرلمان، جميع متتبعي قصة خلافه مع رئيس الأحرار صلاح الدين مزوار، والرئيس الجديد لمجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، إذ بدا المنصوري خلال جلسة انتخاب الرئيس الجديد مثل "حمل" وديع، بعدما خاض حربا ضد مزوار والعلمي، معلنا ترشيحه قبل أن يسحبه. المنصوري جلس إلى جانب الطالبي العلمي، وعندما هم بوضع ورقة التصويت في الصندوق صفق له الأحرار بحرارة، فيما ظل يوزع الابتسامات هنا وهناك. الأمر لم يقف عند هذا الحد، فالمنصوري، الذي تعرف علاقته بقيادة الأحرار مدا وجزرا، كشف عن الاسم الذي صوت لفائدته، وهو ما أثار زوبعة داخل القاعة. وحسب نور الدين مضيان، رئيس فريق الاستقلال، فإن "كشف المنصوري عن الاسم الذي صوت لفائدته، ينم عن انعدام ثقة بين الأحرار"، مضيفا أن الأمر "مخالف للدستور والأعراف"، غير أن المنصوري لم يأبه لكل هذه التعليقات، وظل متشبثا بموقفه، كما لو أنه يوجه رسالة سلام والتزام لقيادة الأحرار. مجموعة من المراقبين، تساءلوا عن نوع "الصفقة" التي تمت بين مزوار والمنصوري، أولا من أجل سحب ترشيحه، وبعدها الحضور ومساندة الطالبي العلمي بطريقة أثارت الكثير من الجدل، خاصة أن المنصوري كان وجه سهام النقد إلى رئيس التجمع الوطني للأحرار وغريمه السياسي صلاح الدين مزوار، مستغلا عدم جمع الأخير لهياكل الحزب من أجل مناقشة موضوع رئاسة مجلس النواب ومناقشة أسماء المرشحين لهذا المنصب الذي يعد الثالث من حيث البروتوكول. وقال في هذا الصدد "مزوار عمل على "تهريب" رئاسة مجلس النواب من الهياكل حيث اتخذ القرار على مستوى القيادة دون اللجوء إلى قواعد الحزب"، مضيفا "لم تجتمع هياكل الحزب منذ أزيد من ستة أشهر، ومزوار كان يعرف بأنه إذا جمع هياكل الحزب ستتفجر الأمور، لذلك أجلها إلى ما بعد انتخابات رئيس مجلس النواب". المعلومات المتوفرة، تشير إلى "المنصوري تلقى وعودا للحصول على منصب كبير، مقابل التنازل عن الترشح لمنصب رئيس مجلس النواب، وأيضا من أجل مقابل دعم رشيد الطالبي العلمي". وقالت مصادر اليوم 24 إن "المنصوري قبل بالعرض"، ليبقى السؤال المطروح: ما هي الهدية؟