عاشت الجماهير العاشقة لموسيقى التصوف في مدينة أكادير، قبل يومين، ليلة استثنائية، أحيتها فرقة "إينوراز" الأمازيغية برئاسة خالد البركاوي، وقدمت الفرقة على خشبة مسرح إبراهيم الراضي وصلات غنائية روحانية، في إطار فعاليات مهرجان موسيقى الروح، استعملت فيها آلات موسيقية من مناطق مختلفة من العالم، لصنع فقرات غنائية راقية، سافرت بالحاضرين إلى عوالم التعبد. ووظفت الفرقة آلات موسيقية أصيلة من قبيل الرباب، ولوتار، ولكنبري، وطام طام، والناقوس، والطعريجة، والبندير، مع إدخال الدف الإيراني، والكالباس الإفريقي، والطبلة الهندية، والسكسوفون الأمريكي، في تمازج فني راق، مما جعلها تفرض أسلوبها المتميز، وتنقل الموسيقى الأمازيغية إلى العالمية. وقدمت الفرقة في الليلة نفسها معزوفات موسيقية مستلهمة من فن الجاز، والبلوز، وإيقاعات عالمية، حاملة الجمهور إلى العوالم الروحية للموسيقى الأمازيغية. وفي تصريح لخالد البركاوي، رئيس فرقة "إينوراز"، أكد على أهمية مهرجان موسيقى الروح، الذي اعتبره ربحا كبيرا لمدينة أكادير، داعيا إلى دعمه ليصبح واحدا من أهم المواعيد، التي تهتم بالموسيقى الراقية على المستوى الوطني. وقد سجلت مجموعة "إينوراز" انطلاقتها، قبل عشر سنوات، من أكادير، معلنة تشبثها بالفن الأمازيغي الأصيل، مع الانفتاح الواعي على موسيقى العالم، وهو المعطى الذي جعلها اليوم تستطيع نسج إقامات فنية مع عدد من الفرق الموسيقية العالمية، كالمجموعة الشبابية الفرنسية "Various Brotherz"، وحضورها القوي على خشبة أكبر مسرح في إسبانيا "تياترو إزابيلا كاتوليكا"، إضافة إلى مشاركتها في إقامة فنية في دولة كوريا مع إحدى الفرق الكورية. وتضم مجموعة "إينوراز" في عضويتها، شبابا عارفا بخبايا الموسيقى، والغناء، وفي مقدمتهم خالد البركاوي، الخبير في الإيقاعات التقليدية والغناء، ومصطفى أمل في آلتي الرباب، ولوتار، وحسن بومليك في آلتي لوتار، والرباب، وعمر أختار في آلتي الغيتار والغيتار باس، فضلا عن الفنانة الشابة كريمة بوتاضوت في الغناء، التي التحقت بالمجموعة الصيف الماضي، إذ أصدرت المجموعة ألبومها الأول تحت عنوان "تلاليت".