يحبس مسؤولو الاتحاد الأوروبي والمهاجرون أنفاسهم في إيطاليا في انتظار تعيين أعضاء الحكومة التي سيشكلها اليمين المتطرف والشعبويون. واستقبل رئيس الحكومة الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، مساء أمس الإثنين، كل من ماتيو سالفيني زعيم اليمين المتطرف ولويجي دي مايو عن حزب حركة النجوم الخمس، وهما الحزبان المقرر أن يشكلا حكومة ائتلافية. وبعد الاستقبال صرح لويجي دي مايو (32 عاماً) أنهما اقترحا على رئيس الجمهورية اسماً لتولي حقيبة رئاسة الوزراء، وهو جوزيبي كونتي الأكاديمي وأستاذ القانون الخاص بجامعة روما. واتفق الشعبويون واليمين المتطرف على تولي شخصية ثالثة لرئاسة الوزراء خارج الحزبين المشكلان للإئتلاف الحكومي بعد عدة مفاوضات. ورجحت وسائل الاعلام تكليف سيرجيو ماتاريلا للأكاديمي كونتي بتشكيل الحكومة التي رتب كل من ماتيو سالفيني ودي مايو كل تفاصيلها، ووقعا على عقد اصطلحا عليه "عقد الحكومة"، سيكون بمثابة المؤطر لعمل الحكومة المقبلة. وتعيش الأسواق الأوربية حالة من عدم الاستقرار والتوجس بسبب غموض مواقف السياسيَين اللذان يرتقب أن يشرفا عملياً على تسيير البلاد في السنوات الخمس المقبلة، في مواقفهما تجاه الاتحاد الأوروبي وتحاه عملة الأورو. ويرى المراقبون أن أوروبا تواجه وضعاً فريداً، فالبرنامج الحكومي يضع الثوابت الإيطالية التي طبعت العمل الحكومي على مدى 30 عاماً ماضية موضع الشك، خاصة في مجالات التضامن الأوروبي والهجرة والسياسات الاقتصادية والضريبية. من جانب آخر، يحبس المهاجرون بدورهم أنفاسهم في إيطاليا، بعد إجماع الاعلام الإيطالي عن كون ماتيو سالفيني، الأمين العام لحزب "لاليغا" اليميني العنصري هو من سيتولى وزارة الداخلية. وقالت وسائل إعلام إيطالية أن سالفيني، المعروف بعدائه للمهاجرين والاسلام، اشترط في مفاوضاته الطويلة على دي مايو عن حركة الخمس نجوم، تولي حقيبة الداخلية لتضييق الخناق على المهاجرين وترحيل غير الشرعيين منهم و افراغ السجون الإيطالية من السجناء الأجانب بطردهم إلى بلدانهم. ومعروف عن ماتيو سالفيني، وزير الداخلية الإيطالية المرتقب، عداءه أيضاً للمنتوجات الفلاحية المغربية، وقد هاجمها عدة مرات منتقداً السلطات التي تسمح بإغراق السوق الإيطالية بها على حساب منتوجات إيطاليا. وبنى سالفيني حملته الانتخابية على مهاجمة المهاجرين، الذين يربط بهم كل المآسي التي حلت بإيطاليا، ويرفع شعار "البيلدوزر"، "لتنظيف إيطاليا من المجرمين الأجانب"، على حد قوله.