على بعد حوالي شهرين من حالة "البلوكاج" السياسي التي تعرفها إيطاليا، بدأت بوادر انفراج تلوح في الأفق في اليومين الأخيرين بعد التقارب الذي لوحظ بين حزبين يُنتظر أن يشكلا الحكومة المقبلة التي ستقود إيطاليا في السنوات الخمس المقبلة، وهما "لاليغا" و"حركة الخمس نجوم". وتميزت الانتخابات التشريعية الإيطالية التي أجريت بتاريخ 4 مارس الماضي، بعدم فوز أي حزب سياسي بالأغلبية المطلقة التي تتيح له تشكيل الحكومة وحيداً، وحصل حزب "حركة الخمس نجوم " على نسبة 32,7 % من الأصوات، و تحالف يمين الوسط بقيادة برلسكوني على نسبة 37%. وأمهل سيرجيو ماتاريلا، رئيس الجمهورية الإيطالية، في خطاب له يوم أول أمس الأربعاء القوى السياسية لمدة 24 ساعة لإيجاد حل لحالة "البلوكاج السياسي"، وإلا سيقوم بتعيين حكومة تكنوقراط تسير البلاد في انتظار إعادة الانتخابات مطلع العام المقبل. وحرّك خطاب الرئيس الإيطالي القوى السياسية الإيطالية، وساهم في كسر حالة الجمود التي ميزت الفترة التي لحقت الانتخابات؛ وتوارى رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني إلى الوراء وفسح المجال لحليفه ماتيو سالفيني بتشكيل حكومة مع "حركة الخمس نجوم" التي رفعت الفيتو في وجه أي ائتلافٍ يحضر فيه السياسي المثير للجدل برلسكوني. وبعد خطاب الرئيس الإيطالي، عبّر برلسكوني ( 81 عاماً)، عن عدم اعتراضه عن تشكيل حكومة بين سالفيني و ديمايو، ليضع حداً لحالة "البلوكاج" التي كان سبباً فيها، لكنه أكد أن حزبه لن يمنح هذه الحكومة ثقة حزبه. وتواصلت اجتماعات لويجي دي مايو زعيم حركة الخمس نجوم و ماتيو سالڤيني أمين عام حزب الرابطة العنصري المعادي للأجانب، صباح اليوم الجمعة، وذلك للاتفاق حول مجموعة من النقاط العالقة والتي ما تزال تشكل عائقاً أمام تشكيل الحكومة. واتفق الزعيمان السياسيان على البحث عن شخصية ثالثة لتولي منصب رئاسة الوزراء، وتوقيع "عقد" سيكون بمثابة المؤطر للحكومة المقبل؛ وكشفت مصادر إعلامية إيطالية متفرقة أن من المرجح أن يتولى لويجي دي مايو حقيبة وزارة الخارجية، وماتيو سالفيني وزارة الداخلية. ويسود تخوف كبير وسط المهاجرين بعدما راج خبر تولي ماتيو سالفيني لحقيبة الداخلية، لأن حملته الإنتخابية كان عمودها الفقري مهاجمة المهاجرين وسياسة الحكومة السابقة في مجال الهجرة. وعبّر عدد كبير من مغاربة إيطاليا، والذين استقى موقع "اليوم 24" آراءهم عن تخوفهم مما ستؤول إليه أوضاعهم إن تولى وزارة الداخلية زعيم اليمين المتطرف الذي مافتىء يتوعد المسلمين والمهاجرين في حالة فوزه في الانتخابات البرلمانية، وكان من بين وعوده تضييق الخناق على المساجد وإغلاقها.