بعد عملها على ترجمة كتاب «نهاية اللعبة»، حول الملك خوان كارلوس دي بوربون في رمضان 2016، وكتاب «الخروف الأسود»، الذي يوثق سيرة بيبي موخيكا، الرئيس سابق للأورغواي، المعروف بلقب «أفقر رئيس في العالم، في رمضان 2017؛ تقدم «اليوم24» لقرائها الكرام في هذا الشهر الكريم مقتطفات من كتاب «ملك الديمقراطية»، الذي يتحدث عن تفاصيل وكواليس حياة الملك الإسباني السابق خوان كارلوس، وعلاقته ببعض الملوك والرؤساء البارزين منهم الملك الحسن الثاني. الكتاب شارك في تحريره ثلة من أهرام مختلف العلوم على المستوى العالمي، من بينهم الكاتب البروفي ماريو فرغاس يوصا. فيما بقية المشاركين تجدون أسماءهم في غلاف الكتاب. يوضح الكتاب، أيضا، كيف أن الملك الحسن الثاني كان يرفض التواصل بشكل مباشر مع الحكومة الإسبانية ووزرائها، بل كان يفضل حسم الأمور مع الملك نفسه. "لم يكن يتردد في الاتصال مباشرة بالقصر الملكي عندما كانت تغضبه تصريحات الحكومة الإسبانية، كما حدث سنة 1979، عندما تم نشر مقابلة صحافية مع رئيس الوزراء حينها مارثيلينو أوريخا"، يكشف المؤرخ البريطاني. أكثر من ذلك، "كان، أيضا، لدى الملك الراحل الحسن الثاني ميل إلى معاملة الوزراء الإسبان كمجرد مبعوثين للملك فقط، لهذا كانت كل المفاوضات المهمة مع الرباط تحتاج مهمَ قل أو علا شأنها تدخل الملك"، وهو الشيء الذي اعترفت بها الدولة الإسبانية نفسها سنة 1983، عند توقيع الاتفاق الصيد البحري ذي الأهمية الكبيرة بالنسبة للصيادين الإسبان. ولم يخف الكتاب ذكاء الحسن الثاني كملك كان يمتاز ببعد النظر عندما يتعلق الأمر بمصالح المغرب في علاقاته الخارجية، إذ يوضح الكتاب كيف أن الحسن الثاني كان يؤخر الزيارات الرسمية التي يقوم بها إلى بعض البلدان في انتظار أن تتصادف مع حدث مهم . "على الرغم من أن الملك خوان كارلوس زار المغرب رسميا سنة 1979، وعاد إليه سنة 1986 من أجل المشاركة في احتفال عيد العرش، لم يقم الحسن الثاني بزيارة إسبانيا حتى 1989، وذلك بهدف التحضير لاتفاق مهم جدا، هو اتفاق الصداقة وحسن الجوار والتعاون، والذي وقعه الملك خوان كارلوس سنة 1991، والذي لم يدخل حيز التنفيذ حتى سنة 1995″، يبرز الكتاب. ويكشف الكتاب، كذلك، أنه "على خلاف العديد من الدبلوماسيين الإسبان، بمن فيهم وزير الخارجية، بيدرو كورتينا، لم يكن الملك خوان كارلوس يرى على الإطلاق أنه من الممكن ولا المرغوب فيه خلق دولة صحراوية مستقلة"، مرجعا، ذلك، إلى كون خلق دويلة في الصحراء سيجعلها "قمرا صناعيا للدولة الجزائرية المقربة من الاتحاد السوفياتي، وهذا لن يسمح به المغرب على الإطلاق"، يبرز المؤرخ البريطاني. يوضح الكتاب كيف أن المسيرة الخضراء في نونبر 1975 تحولت إلى أكبر أزمة خارجية خطيرة واجهت الملك خوان كارلوس. "كان خوان كارلوس يتخوف، أيضا، من كون أي مواجهة مسلحة مع الرباط قد تهدد بشكل خطير استقرار بداية حكمه". لهذا كان شغله الشاغل، دوما، خلال تلك الأزمة معرفة تأثير (المسيرة الخضراء) على الجيش الإسباني. ويظهر الكتاب كيف أن الملك خوان كارلوس طلب من الجيش الإسباني الانسحاب من الصحراء وتجنب المواجهة مع المغرب، خوفا من سقوط ضحايا بين المشاركين في المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975، في هذا قال يوم 31 أكتوبر 1975 خلال اجتماع المجلس الوزاري: "سننسحب في حالة جيدة وبكرامة. ليس لأننا هُزمنا، بل لأن الجيش الإسباني لا يمكنه إطلاق النار على جحافل من النساء والأطفال غير مسلحين". بعدها أقدم بزيارة طارئة إلى مدينة العيون لكي يؤكد للجيش الإسباني أنه يقف إلى جانبه، ولن يتركه لوحده. خوان كارلوس اعترف للدائرة المحيطة به أن أزمة الصحراء كانت "الحدث المر" في بداية عهده، لكنها ساهمت أيضا في رفع أسهم شعبيته بين المواطنين الإسبان الذين عرفوا وقدروا "الجهود التي بذلها من أجل تجنب حرب لم يكن من المكن الفوز بها، ودفاعا عن أراضي قُررَ التخلي عنها". ويذكر الكتاب، كذلك، أن الملك خوان كارلوس أسر للسفير البريطاني بإسبانيا سنة 1983، أنه ليس مستعجلا في استرجاع جبل طارق، لأن ذلك سيدفع المغرب إلى فرض استرجاع سبتة ومليلية، مرجعا ذلك إلى كون الملك الحسن الثاني نفسه حذره من ذلك. العلاقة الجيدة التي كانت تربط بين الملك الراحل الحسن الثاني والملك خوان كارلوس، استمرت في عهد الملك محمد السادس، إذ أن خوان كارلوس يعتبر نفسه "الشقيق البكر" لمحمد السادس، هذا دون إغفال العلاقة الوطيدة التي تربط بين الملكيين الحاليين محمد السادس وفيليبي السادس.