بعد عملها على ترجمة كتاب «نهاية اللعبة»، حول الملك خوان كارلوس دي بوربون في رمضان 2016، وكتاب «الخروف الأسود»، الذي يوثق سيرة بيبي موخيكا، الرئيس سابق للأورغواي، المعروف بلقب «أفقر رئيس في العالم، في رمضان 2017؛ تقدم «أخبار اليوم» لقرائها الكرام في هذا الشهر الكريم مقتطفات من كتاب «ملك الديمقراطية»، الذي يتحدث عن تفاصيل وكواليس حياة الملك الإسباني السابق خوان كارلوس، وعلاقته ببعض الملوك والرؤساء البارزين منهم الملك الحسن الثاني. الكتاب شارك في تحريره ثلة من أهرام مختلف العلوم على المستوى العالمي، من بينهم الكاتب البروفي ماريو فرغاس يوصا. فيما بقية المشاركين تجدون أسماءهم في غلاف الكتاب. "كان، أيضا، لدى الملك الراحل الحسن الثاني ميل إلى معاملة الوزراء الإسبان كمجرد مبعوثين للملك فقط، لهذا كانت كل المفاوضات المهمة مع الرباط تحتاج مهمَ قل أو علا شأنها تدخل الملك"، هذا ما جاء بين ثنايا كتاب "ملك الديمقراطية"، الصادر السنة المنصرمة عن دار النشر الإسبانية "غوتينبيرغ"، والذي شارك في إعداده 10 شخصيات من أهرام علوم متعددة، من بينهم الروائي البيروفي الحاصل على جائزة نوبل للآداب سنة 2010، ماريو فارغاس يوسا، والمؤرخ البريطاني الإسباني الذائع الصيت، تشارلز باول. بالمناسبة، ستعمل جريدة "أخبار اليوم" على طول شهر رمضان المبارك على ترجمة أهم ما جاء في هذا الكتاب، الذي سارعت كل البعثات الدبلوماسية في العواصم المهمة، حسب مصادر إسبانية، ومنها المغربية، إلى اقتناء نسخ منه، نظرا إلى أهمية المعطيات الهامة والحساسة بخصوص العلاقات الرسمية والشخصية للملك الإسباني السابق خوان كارلوس خلال ال38 سنة التي اعتلى فيها العرش الإسباني قبل أن يتخلى عنه، صيف ال2014، لابنه فيليبي السادس، لأسباب متعددة. في هذا الكتاب، يؤكد المؤرخ البريطاني تشارلز باول، اعتمادا على مراجع متعددة منها شهادات أشخاص مقربين من الملك خوان كارلوس، أن تأثير هذا الأخير في العديد من الملكيات، حيث الديمقراطية غير مزدهرة كما هو الحال في المغرب، يرتبط بعلاقاته الشخصية مع ملوكها، مثل العلاقة التي كانت تجمعه بالملك الراحل الحسن الثاني. "هذا كان يظهر بشكل جلي في حالة الملكية العلوية، الأكثر عراقة في العالم العربي، ويبرر هذا بكون المغرب كان يكتسي أهمية خاصة لدى إسبانيا"، يوضح المؤرخ البريطاني. وأبرز أن علاقة الصداقة التي جمعت بين الملك خوان كارلوس والحسن الثاني لعقود "بزغت، بشكل دقيق، على إثر نزاع الصحراء سنة 1975، إذ كان الملك خوان كارلوس شجاعا في إبراز مدى أهمية نسج علاقات جيدة مع الجار الجنوبي"، مضيفا أن "هذا الهدف لم يكن من السهل تحقيقه في الكثير من الأوقات". ويشير الكتاب إلى أن أزمة الصحراء كان لها وقع كبير على الملك خوان كارلوس، إلى درجة أنه كان أسر لمقربين منه، وأمام السفير الأمريكي، أنه يدرس إعادة مدينة مليلية المحتلة إلى المغرب، لكنه في نفس الوقت كان يرفض التخلي عن مدينة سبتة، نظرا لارتفاع عدد سكان هذه الأخيرة مقارنة مع مليلية. وأضاف أن شجاعة خوان كارلوس تظهر، جليا، في هذا الموقف الذي كان سيعارضه الإسبان. الحسن الثاني يستغرب يكشف الكتاب، كذلك، كيف أن الملك الراحل الحسن الثاني لم يكن ينظر بعين الرضا إلى الاختلاف الواضح في نظامي الحكم في البلدين، إذ أنه لم يكن يفهم كيف يسمح "شقيقه" خوان كارولس للصحافة الإسبانية انتقاده شخصيا، والمغرب، بشكل عام. "كما شرح أحد كتاب سيرة خوان كارلوس، لم يكن الملك الحسن الثاني ينظر بعين الرضا إلى الاختلافات بين النظامين السياسيين في البلدين، إذ لم يكن يفهم سماح "شقيقه" بالانتقادات (في بعض الأحيان جارحة) ضد شخصه من قبل الصحافة الإسبانية"، يوضح الكتاب. "خلال زيارة خاصة قام بها الملك الحسن الثاني إلى قصر الثارثوييلا الإسباني سنة 1978، وصل الحد بالحسن الثاني إلى التعبير عن ذهوله من واقع استعداد خوان كارلوس السماح بتجريده من سلطاته من قبل الدستور الجديد سنة 1978". موقف الحسن هذا أثار حفيظة رئيس الوزراء الإسباني السابق أدولفو سواريز، الذي رد على موقف الحسن الثاني بشكل قوي، حسب الكتاب.