على بعد أسبوع من الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، لايزال الغموض هو سيد الموقف بشأن المرشحين المحتملين لخلافة إلياس العماري على رأس الحزب، وسط خلاف حول جدول أعمال الدورة. المكتب السياسي للحزب حسم في جدول أعمال دورة المجلس ليوم 26 ماي الجاري، حيث سيقدم إلياس العماري استقالته رسميا من الأمانة العامة، وفي الوقت نفسه سيتم انتخاب أمين عام جديد من قبل أعضاء المجلس. لكن قيادات وازنة في الحزب ترى أن يقتصر جدول أعمال الدورة على تقديم إلياس العماري استقالته، ويخصص للنقاش السياسي وتقييم المسار العام للحزب ككل، في أفق بلورة توجه جديد، على أساس الاتفاق بعد ذلك على دورة جديدة للمجلس لانتخاب الآمين العام الجديد على ضوء ذلك. واتفق المكتب السياسي للحزب على منح الأمين العام المرتقب مهلة 60 يوما، لإعادة هيكلة المكتب السياسي للحزب، وكذا سكرتارية المجلس الوطني. وقال قيادي بارز في الحزب ل"أخبار اليوم"، إن "العماري يريد التحكم في الحزب حتى بعد ما يقدم استقالته"، وفسّر التوجه نحو الجمع بين تقديم الاستقالة وانتخاب أمين عام جديد في دورة واحدة للمجلس الوطني بأن "العماري لا يريد ترك فرصة للقيادات المختلفة في الحزب للتفكير وإبرام تحالفات فيما بينها". ولم يعلن أي من القيادات البارزة في الحزب، حتى الآن، رغبته في الترشح لخلافة إلياس العماري، بالرغم من أن الأنظار تتجه نحو أسماء بعينها مثل المحامي والبرلماني عبداللطيف وهبي، والأمين العام السابق محمد الشيخ بيد الله، وكذا الأمين العام المساعد الحبيب بلكوش، كما تتجه إلى حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين. في حين كانت فاطمة المنصوري، رئيس المجلس الوطني للحزب، قد صرّحت بأنها لا تفكر في الترشح. وفي غياب ذلك، تشير التوقعات إلى أن العماري وأنصاره من اليساريين القدامى قد يتكتلون وراء مرشح من بينهم، قد يكون من بين الرباعي؛ عزيز بنعزوز أو سمير أبو القاسم أو حكيم بنشماش أو العربي المحرشي، مادام أعيان الحزب ونخبه من خارج هذا التكتل غير قادرين لحد الآن على الاتفاق حول بديل لتكتل إلياس العماري. ولم يعلن أي قيادي لحد الآن، من المحسوبين على العماري، ترشحه لخلافته. ما يعني وجود ترقب وتوجس من الطرفين. وكان إلياس العماري قد أعلن عن استقالته يوم 7 غشت 2017، أي قبل أزيد من 9 أشهر، ثم تراجع عنها ضمنا في أول دورة للمجلس الوطني في يناير الماضي، قبل أن يعود ويؤكد تشبثه بها، ويعتزم حسب آخر تصريحاته تقديمها رسميا للمجلس الوطني للحزب يوم السبت المقبل 26 ماي الجاري. وقال عبدالحفيظ أدمينو، أستاذ العلوم السياسية، إن إعلان العماري استقالته ثم تراجعه عنها "أحدث ارتباكا في الحزب، وأضر بصورته، كما أثر الارتباك على أدائه في موقع المعارضة". وإذا كانت دورة المجلس الوطني المرتقبة يوم السبت "قد تحسم في انتخاب قيادة جديدة"، فإن أدمينو يستبعد أن "يتخلى العماري عن إدارة الحزب من الخلف، على غرار زعامات أخرى في أحزاب مختلفة"، مؤكدا أنه "سيظل حاضرا في توجيه القيادة الجديدة". علي بلحاج، أحد مؤسسي الحزب، علّق على الوضع الحالي لحزب بالقول: "لا نستطيع فهم أي شيء"، مؤكدا أن: "البام مرّ من مرحلة جد صعبة، خاصة وأنه ابتعد عن مشروعه الأساسي، كما تخلى بشكل خاص عن القيم الذي ميّزته".