أكد وزير الخارجية الإسباني، ألفونسو داستيس، يوم أول أمس الأربعاء بالرباط، أن المغرب يمكنه الاعتماد على إسبانيا كشريك وصديق داخل الاتحاد الأوروبي. وقال، في مؤتمر صحافي، عقب مباحثات أجراها مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، "إن المغرب شريك أساسي بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي". و"يدرك المغرب أنه يستطيع الاعتماد على إسبانيا لمساعدتها في إرساء إطار عمل متميز مع الاتحاد الأوروبي". وأشار داستيس إلى أن البلدين قد نجحا في بناء إطار تطبعه الثقة والحوار، واصفا التعاون بين الرباط ومدريد ب"النموذجي" بالنسبة إلى الدول الأخرى. وعن زيارته للمملكة، قال الوزير الإسباني إنها تهدف إلى تكريس المستوى الممتاز للعلاقات بين البلدين، مضيفا أنها ستكون مناسبة لاستعراض "علاقاتنا الثنائية والإقليمية وتعاوننا مع الاتحاد الأوروبي". وشدد داستيس، في معرض حديثه عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، على أن إسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب، والذي يعتبر أيضا شريكا تجاريا مهما لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، ما يبرز أهمية النهوض بالجانب المتعلق بالاستثمارات الإسبانية في المملكة. ولوحظ كيف أن الوزير تجنب الحديث عن الزيارة المؤجلة المثيرة للجدل، التي كان من المرتقب أن يقوم بها ملك إسبانيا فيليبي السادس إلى المغرب منذ 2016، قبل أن تُؤجل لخمس مرات تقريبا لأسباب غير معروفة. هذا، في ما تتحدث مصادر إسبانية عن إمكانية أن يكون موضوع الزيارة المؤجلة أدرج ضمن المواضيع التي تطرق لها الوزيران. وأوضح المسؤول الإسباني أن الشركات الإسبانية مدعوة إلى القدوم إلى المغرب للاستفادة ليس فقط، من السوق المغربية، ولكن أيضا من الفرص التي تفتحها هذه السوق نحو جميع أنحاء القارة الإفريقية، مضيفا أن "هذه القضية تمثل تحديا حقيقيا لنا في المستقبل". وأضاف الوزير الإسباني أنه خلال المحادثات مع بوريطة "ناقشنا إمكانية تقاسم وتبادل ميزاتنا على مستوى إفريقيا وأمريكا اللاتينية لتطوير نقاط التكامل بين البلدين". كما نوه داستيس بالتعاون "الممتاز" بين الرباط ومدريد في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وبمساهمة المغاربة المقيمين في إسبانيا في ازدهار المناطق التي يقيمون فيها. وكانت قضية الصحراء حاضرة خلال محادثات الوزيرين، حيث جدد وزير الخارجية الإسباني في هذا الصدد، تأكيد موقف بلاده لصالح حل دائم في إطار الأممالمتحدة. في السياق نفسه، أشاد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، يوم أول أمس الأربعاء بالرباط، بمستوى العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، والتي تجعل من المملكة الإسبانية الشريك الأول للمغرب. وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أن العثماني نوه خلال لقائه مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني ألفونسو داستيس كيسيدو، بمواقف مملكة إسبانيا الداعمة للمغرب. ومن جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني، خلال اللقاء الذي حضره، على الخصوص، سفير إسبانيا في المغرب، أن طبيعة العلاقات بين البلدين يطبعها التعاون والاحترام المتبادلين، مشيدا بالاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به المملكة المغربية، وبالمستوى الاقتصادي الوطني الذي يجعل منها أبرز الشركاء الاقتصاديين لإسبانيا. وأضاف البلاغ أن الجانبين، نوها بهذه المناسبة بمستوى العلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي تجمع بين المملكتين المغربية والإسبانية.