عبر رضوان بنكيران، نجل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق، عن استيائه من تواصل الحكومة مع المغاربة الذين أطلقوا حملة المقاطعة الشعبية. وكتب نجل بنكيران، في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن تواصل الحكومة لم يكون "فعالا و لا يشفي الغليل، ومؤسف جدا أنها لم تعتذر عن تصريحات وزراء متعالية و مهينة"، متابعا " التصريحات بصفة عامة أزمت الوضع وفيها كثير من البراغماتية غير النافعة". وأكد نجل بنكيران، أن الحكومة " لم تهدد بالمتابعة من قاطع، لكن هددت من نشر أخبار كاذبة و مغالطات، و الفرق كبير، والكذب يبقى منبوذا". وقال إنها " لم تقل أي "الحكومة" إنها ضد المقاطعة بل أكدت على أن همها ضمان القدرة الشرائية و التنافسية، كما أن همها هو أيضا التدارس في مصير شركة وطنية ضخمة خسارتها ستكون مشكل اقتصادي وإجتماعي كبير نظرا لعدد العاملين و الفلاحين المرتبطين بها.." وتابع نجل بنكيران" أن الحكومة تكلمت عن سنطرال فقط، وليس عن باقي الشركات، للأسباب اقتصادية واجتماعية مرتبطة بها، بينما سنطرال أقل الشركات رمزية سياسية، وبالتالي لا يمكن التحدث عن تعرضها لضغوط اللوبيات والتأكيد عليه كما لو أنه حقيقة ظاهرة، حيت لا شيء يدل على ذلك، ففي بيانها كما تحدثت عن الشركة تحدثت عن القدرة الشرائية و التنافسية، أما إن دافعت عن الشركات الأخرى، فستكون قد كتبت شهادة وفاتها السياسية أكثر مما هي عليه الآن". وشدد بنكيران على أنه " يجب على الحكومة أن تقدم جوابا سياسيا لما يقع، غير معقول الاستمرار كما لو أن المشكل ظهر من فراغ، على المؤسسات أن تلعب دورها، وأن يكون هناك عمل حقيقي لإعادة مقومات الحوار مع المواطنين، ما بقا الواحد يعرف معامن يهضر"، وفقا لتعبيره. ومن جهة أخرى، أفاد بنكيران عبر تدوينة ذاتها، أنه "يبارك المقاطعة كفعل نضالي، لكنني لا أحبذها في شركة مثل سنطرال، وربما أكون متأثرا بكوني تدربت لديها". وأكد أنه شاهد كيفية اشتغال الفلاح والسائق وجل العمال المتواجدين في مصانع سنترال، موضحا " أحسست باحترام الظروف الصحية للإنتاج والتوزيع وفهمت من المعطيات أن قيمة كبيرة من ما ينتج و يستهلك و يخلق من قيمة يتم صرفه محليا، إضافة إلى كون الشركة ساهمت في تحقيق اكتفاء ذاتي للمغاربة، وكايعيش معاها نص مليون دالناس، ولا يمكن تعويضها في الأمد القريب لأن باقي الشركات ليست لديها الطاقة الاستيعابية الكافية"، وفقا لتعبيره. وأكد نجل بنكيران أن "فيسبوك" أصبح المتنفس الوحيد للمواطنين، بعدما أفرغت كل مؤسسات الوساطة بين الدولة و المواطنين من وظيفتها- من أحزاب و نقابات و هيئات مهنية، مشيرا إلى أن "المقاطعة وسيلتهم، ولعلها بداية ثورة مجتمع مدني لا يقبل بلي الذراع و الاستحواذ على الاختصاصات و ضرب نضال أجيال من أجل مؤسسات عادلة في الصفر ".