في موقف مثير، خرج أحمد الشرعي الصحفي والناشر المقرب من دوائر الحكم، عبر افتتاحية صحيفته "الأحداث المغربية" للثناء على حملة المقاطعة الشعبية التي طالت عددا من المنتجات وكبدت خسائر مهمة لثلاث شركات كبرى. الشرعي وصف، في افتتاحية عدد يوم غد الاثنين، حملة المقاطعة بأنها "حركة مواطنة تنخرط فيها فئات واسعة من الشرائح الاجتماعية"، معتبرا أنها، ورغم عدم خلوها من حسابات سياسية، فإنها تعكس هشاشة ومعاناة فئة اجتماعية واسعة. الشرعي المقرب جدا إلى الدوائر العليا، هاجم حكومتي سعد الدين العثماني وعبد الإله بنكيران، واصفا أن عدم تفاعل الأولى مع النقاش المجتمعي الذي طرحته حملة المقاطعة بأنه تخاذل واضح في مواجهة الأسئلة المجتمعية الحارقة لفائدة الحساب السياسوي الضيق، وأن السياسة الليبرالية للحكومة الحالية هو امتداد للسياسات الاقتصادية والاجتماعية للتنظيمات الإسلامية"، حسب تعبيره. انتقادات الشرعي امتدت إلى كافة السياسيين، معتبرا أن المقاطعة كشفت عن ضعف قدرتهم على التفاعل مع الأحداث المهمة، وأن البرلمان كان عليه أن يشكل لجنة للتحقيق في سؤال استجابة عملية رفع الأسعار لتنافسية واضحة المعايير أم أن الأمر يتعلق باحتكار لمواد استهلاكية معينة. كما استشهد الشرعي في افتتاحيته بخطاب الملك محمد السادس، معتبرا أن إعلان فشل النموذج التنموي فسح المجال أمام ضرورة تطوير نموذج جديد يدمج كل فئات المجتمع ويرسخ لمفهوم التضامن الشامل، وأن بلورة هذا النموذج لن تأتي من شركة استشارة خارجية، بل يتطلب ذلك انخراطا فاعلا لكل القوى الحية والمؤسسات الوطنية وفق تصور توافقي، حسب تعبيره. ما صرفه الشرعي من خلال افتتاحيته ومهاجمته للحكومة يطرح عدة تساؤلات وتكهنات عن دوافعها، وما إذا كانت مؤشرا على خطوات مقبلة قد تقرر في مصير حكومة سعد الدين العثماني على خلفية الزلزال الذي أحدثته المقاطعة.