دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، السلطات الإماراتية للكشف عن مكان ابنة حاكم دبي، لطيفة بن محمد آل مكتوم (32 عاما). ونقلت المنظمة عن شاهد عيان قوله إن السلطات أوقفت لطيفة في بداية مارس الماضي، لدى محاولتها الفرار بحرا وأعادتها إلى الإمارات. ونقلت عن مقربين منها أنها كانت ترغب بالتخلص من القيود التي تفرضها عليها أسرتها، وأنها مختفية منذ شهرين ولا يعرف عنها أي شيء. قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في المنظمة: "على السلطات الإماراتية الكشف فورا عن مكان الشيخة لطيفة ومصيرها، وأن تسمح لها بالاتصال بالعالم الخارجي. إذا كانت محتجَزة فيجب إعطاؤها حقوقها كمحتجزة، بما في ذلك المثول أمام قاضٍ مستقل". وليست لطيفة الأولى التي تحاول الهرب إذ سبق لأختها "شمسة" الهروب إلى المملكة المتحدة عام 2000 لكن السلطات الإماراتية خطفتها وأعادتها إلى البلاد وأكدت تقارير صحفية كلام لطيفة عن أختها. وفي الفيديو الذي نشرته لطيفة، قالت إنها حاولت الفرار إلى عمان في 2002، لكن السلطات الإماراتية أوقفتها على الحدود وأعادتها إلى دبي واحتجزتها في مركز احتجاز 3 سنوات وعذبتها. وقالت صديقة مقربة من لطيفة إنها أبلغت أصدقاءها في 2017 أنها بصدد الفرار من جديد واستعانت بمواطن أمريكي-فرنسي، هيرفي غوبير، وأبحرت على قاربه الخاص نحو جنوب شرق آسيا وتوقف على بعد 50 ميلا من شواطئ الهند قبل أن تداهمهم قوة أمنية تتحدث اللغة الإنجليزية. وقالت المواطنة الفنلندية، تيا جوهيانين، الصديقة المقربة إنها كانت على متن القارب حين اقتحمه المسلحون الذين اعتدوا على الطاقم بعد أخذ لطيفة، حتى إن ملامح وجه صاحب القارب لم يعد يمكن التعرف عليها جراء الضرب. وأضافت جوهيانين أن خفر السواحل الهندي شارك في العملية بالتنسيق مع السلطات الهندية. وأبحر الإماراتيون عائدين إلى الإمارات بلطيفة بينما بقيت جوهيانين وغوبير في القارب أربعة أيام ثم نقلوا إلى سفينة إماراتية ووصلوا إلى الإمارات بعد 3 أيام. لاحقا سمحت السلطات الإماراتية لتيا بالعودة إلى فنلندا نهاية مارس واحتفظت بحاسوبها وبعض متعلقاتها، بعد أن وقعت على أوراق باللغة العربية لا تعرف محتواها، وسمح لغوبير وطاقمه بمغادرة البلاد. في وقت سابق الشهر الماضي، كشف مصدر مقرب من حكومة دبي لوكالة فرانس برس، عن وضع الشيخة لطيفة، ابنة حاكم الإمارة، محمد بن راشد آل مكتوم. وكشف المصدر، الثلاثاء، أن الشيخة لطيفة موجودة في دبي، و"وضعها ممتاز". واعتبر المصدر أن قضية الشيخة لطيفة "مسألة شخصية"، لكنها تحوّلت إلى منطلق "للقضاء" على سمعة الإمارة عبر أفراد "مطلوبين للعدالة"، زاعما أيضا أن جهات في قطر قامت بتمويل هؤلاء الأفراد. وأوضح المصدر، مشترطا عدم الكشف عن هويته: "أستطيع أن أؤكد أنها (...) موجودة في دبي، وبين أهلها، ووضعها ممتاز". وأضاف المصدر أن الأميرة "أعيدت إلى المنزل". وتابع: "كانت هناك مشكلة شخصية، تحولت إلى مسلسل طويل، ثم تطورت لتصبح حملة ممنهجة للقضاء على سمعة دبي".