بعد التهرب الحكومي من الرد على لجوء عدد كبير من المغاربة لمقاطعة منتجات استهلاكية احتجاجا على غلاء الأسعار، ملامح أزمة جديدة في الأغلبية تلوح في الأفق، بعدما خرج نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أول زعيم من أحزاب الأغلبية، لينتقد التعاطي الحكومي مع موجة "المقاطعة". وقال بنعبد الله، في تصريح نقلته الصفحة الرسمية لحزبه، على هامش مشاركته في المؤتمر الإقليمي في تاونات، إن هذه الظاهرة من التعبئات العفوية الموجودة اليوم على صعيد الشبكات الاجتماعية، يتعين الالتفات إليها، معتبرا أن "ظاهرة المقاطعة" لم تأت من العدم، بل هي تعبير على أن الناس يعانون غلاء المعيشة، والحياة اليومية، وقضايا مرتبطة بالعدالة الاجتماعية، والمجالية. وعلى الرغم من إقراره بأن المغرب اشتغل من دون شك على تحسين الأوضاع الاجتماعية، إلا أن بنعبد الله يعتبر أنه لم يكن هناك اشتغال بالشكل الكافي، وقال: "المغرب اشتغل من دون شك ولكن لم نشتغل بالشكل الكافي لتلبية هذه المطالب، وبالتالي الناس في أمس الحاجة إلى كرامة، والمزيد من الشفافية، والعيش في مجتمع ديمقراطي". وفيما رفض مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة التعبير عن أي موقف حكومي من حملة المقاطعة، خلال ندوته، التي أعقبت المجلس الحكومي، يوم الخميس الماضي، وقال إن الحكومة لم تناقش هذا الموضوع، عبر بنعبد الله عن موقف حزبه الرافض للتوجه الحكومي، وأضاف أن "الاستهانة أو الاستهتار بهذا النوع من التعبيرات لا نشاطره، ويتعين خلافا لذلك الاستماع، والانصات والاحترام، والتقدير الواجب لهذه التعبئات، بغض النظر على من يوجد وراء هذه التعبيرات، لي مهم أنه هناك أبناء من شعبنا في فئات مختلفة يعبرون عن رفض معين يتعين أن نلتفت". يذكر أن حملة مقاطعة ثلاث منتوجات استهلاكية، محطات محروقات "إفريقيا"، وماء "سيدي علي"، وحليب "سنطرال"، تدخل أسبوعها الثاني، بعدما بدأت في شبكات التواصل الاجتماعي على يد نشطاء، ولقيت صدى كبيرا، لدى الناس، خصوصا بعد وصف المقاطعين من قبل وزير الاقتصاد والماليية "محمد بوسعيد" ب"المداويخ"، واتهامهم من طرف مدير "سنطرال" عادل ابن كيران ب"خيانة الوطن".