بعد مرور ستة أيام على غرقه وفشل عناصر الوقاية المدنية في الوصول إليه بوادي"إيناون" القريب من مقر سكنى الطفل أسامة بضواحي مدينة وادي أمليل بإقليم تازة، والذي جرفته مياه الوادي موازاة مع الأمطار القوية التي عرفتها المنطقة الأسبوع ما قبل الماضي نتيجة المنخفض الجوي الذي ضرب المغرب، عثر راعي غنم مساء يوم الجمعة الأخير على جثة الطفل على ضفاف الوادي. وبحسب المعلومات التي كشفت عنها السلطات المحلية، فإن راعي الغنم والذي كان عائدا معية قطيعه من المرعى بأحد الجبال بضواحي مدينة وادي أمليل، عثر على جثة الطفل عالقة بأشجار قريبة من ضفة وادي "إيناون" الذي يخترق المنطقة، وذلك على بعد أزيد من كيلومترين من مقر سكنى الطفل، حيث جرفته المياه يوم السبت ما قبل الأخير، مما جعل الراعي، يضيف نفس المصدر، يخطر السلطات والتي حضرت إلى عين المكان برفقة عناصر الوقاية المدنية. وبعد أن تعرفت عائلة الطفل أسامة على جثته، أمرت النيابة العامة بإخضاعها للتشريح الطبي بمصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الإقليمي ابن باجة، وذلك قبل أن يسمح الوكيل العام للملك لعائلة الطفل باستلام جثته، حيث ووري الطفل الثرى في جنازة مهيبة شارك فيها عدد من الأطفال من بينهم أصدقاؤه الذين كانوا يلعبون معه الكرة بساحة قريبة من الوادي، قبل أن تجرف مياهه الطفل وهو يحاول جلب الكرة، قذف بها أحد زملائه في اتجاه ضفة الوادي. يذكر أن غرق الطفل أسامة جاء بعد أقل من 24 ساعة عن محاصرة مياه نفس الوادي لطفل قاصر في ربيعه ال16، حين حاول عبوره، قبل أن يفاجئه ارتفاع منسوب المياه، وتدخل حينها أربعة فلاحين كانوا مارين بالمكان على متن جرار، لكنهم علقوا هم أيضا وسط السيول الجارفة، حيث واجهت السلطات صعوبات في إنقاذهم جميعا تطلبت أزيد من ثلاث ساعات بواسطة جرافة في ملكية مقاول استعان بها سكان المنطقة لإخراج الفلاحين والقاصر من الوادي قبل أن تجرفهم مياهه. ويشكو سكان الجماعات المحلية التي تخترقها الأودية بإقليم تازة، من محدودية تدخل عناصر الوقاية المدنية، والتي تعتمد في تدخلاتها على وسائل قديمة في حالات الغرق أو جرف المياه للمارة خلال عبورهم للأودية، مما يتطلب في حالات كثيرة، بحسب ما كشف عنه مسؤول بإقليم تازة، الاستعانة بخبرة طاقم متخصص في الإنقاذ تابع لجمعية "إفري- واطو" للمحافظة على البيئة والاستغوار والسياحة الجبلية بإقليم تازة، لهم دراية كبيرة في الغطس والإنقاذ والتغلب على وعورة مسالك الأودية الخطيرة بالإقليم.