منذ أول يوم للجنة "تاسك فورس" التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بالمغرب، من أجل القيام بزيارة تفقدية تقنية، للملف المغربي، عمدت العديد من أكبر وسائل الإعلام الأمريكية، إلى تسليط الضوء على أهم "الهفوات" و"الثغرات" خاصة الحقوقية منها، والتي من شأنها أن تضع المغرب أمام المساءلة الدولية، وتهدد حظوظ المغرب في الظفر بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه. المثلية الجنسية ومادة 489 وكالة الأنباء الامريكية، الذائعة الصيت، أسوشيايتد بريس، نشرت اليوم الثلاثاء، تقريرا مفصلا تتحدث فيه عن ما يعرف بالتضييقات التي تنهجها القوانين المغربية، على الحريات الفردية، خاصة تلك المتعلقة بالأقليات الجنسية والمثليين، مؤكدة أن الوكالة قامت بمراجعة وثائق تضم 483 صفحة، تهم وضعية حقوق الإنسان بالمغرب، ووجدت أن هذه الوثائق لا تتضمن قانونا مناهضا للمثلية الجنسية، أو ما يعرف بال" LGBT". وتضمن التقرير، الذي نشرته عدد من الصحف الأنغلوساكسيونية، عير العالم، تصريحا لأحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قال فيه، إن " التقرير الذي رفعه المغرب للفيفا صمت عن قضية مهمة، يصنفها ضمن خانة الجرائم الجنائية"، مضيفا: " من الواضح جدا، أن المثليين الذين سيتابعون "مونديال" 2026، سيعانون من التمييز والعنصرية هنا في المغرب، فالدولة لن تكون قادرة على حمايتهم، كما أنها لن تكون قادرة أيضا على سن قوانين وإجراءات تحميهم من الدولة والجتمع". وأبدى الاتحاد الدولي للعبة، صرامة كبيرة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، في تظاهرات كرة القدم، خاصة تلك المتعلقة بالعنصرية والتمييز ضد الأقليات الجنسية، إذ سبق للسينيغالية فاطمة سامورا، الكاتبة العامة لل"فيفا"، أن أكدت في مناسبة سابقة، أنه "يجب أن تكون النسخ القادمة من كأس العالم خالية من أي تمييز ضد الأقليات الجنسية"، وذلك في إشارة إلى كل من روسيا وقطر، اللذين سينظمان النسختين القادمتين من المونديال، وهو الأمر الذي يهم المغرب أيضا. وفي السياق ذاته، نقل التقرير تصريح ميكي ووردن، مسؤول في منظمة "هيوم رايتس ووشث" العالمية، قال فيه " إنه على المغرب، وإن كان جادا في مسعاه من أجل تنظيم المونديال، حذف مادة قانون العقوبات والتي تعاقب الناس على كونهم مثليين"، في إشارة للمادة 489 من القانون المغربي، والتي تجرم المثلية الجنسية، ويعاقب عليها بعقوبات حبسية تتراوح ما بين 6 أشهر و3 سنوات. حادث أكادير وحقوق الحيوانات إلى جانب، ما أشرنا إليه سلفا، نشرت صحيفة "دايلي ميل" الأمريكية الشهرية، اليوم الإثنين، تقريرا مفصلا تتطرق فيه إلى تقرير أعدته المنظمة غير الحكومية السويسيرية ‘Tierbotschafter' المهتمة بحقوق الحيوانات، والتي أدانت فيه عبر صور وأشرطة وصفتها بالمقززة، حملة ضد الكلاب الضالة بمدينة أكادير. وسلط التقرير ذاته، على ما وصفته بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الحيوانات، بمنتجع تامراغت بأكادير، وكذا بمنطقة أورير في المدينة، " حيث أظهرت الصور العديد من الكلاب المقتولة، والجثث المدرجة في الدماء، بالإضافة إلى العديد من المناظر الفظيعة". ونقل التقرير ذاته، تصريح لبريجيت بوسط، ناشطة كبيرة في في منظمة " Tierbotschafter "، قالت فيه " منذ ليلة الخميس الماضي، تم إطلاق النار على العشرات من الكلاب، في برنامج إخصاء، حيث تم نقل العشرات من الكلاب الجريحة او الميتة في عربات خاصة، السلطات المغربية تقوم بتنظيف الشوارع، حتى تعطي انطباعا جيدا لدى الوافدين والزائرين للمدينة". وفي السياق ذاته، قال ناطق رسمي باسم ال"فيفا"، في حديثه مع الصحيفة، إن الاتحاد في تواصل دائم مع المغرب في خصوص رعاية الحيوانات، غير أنه رفض إعطاء أي تصريح أو موقف بحكم أن لجنة "تاسك فورس" تقوم حاليا بزيارة للمغرب، من شأن موقفه أن يؤثر على تطورات الوضع".