قال عبد الواحد المتوكل رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان إن الجو السياسي الحالي لا يساعد على فتح حوار وطني بين الفرقاء السياسيين وذلك في اطار استشرافه لمستقبل العلاقة بين الإسلاميين والعلمانيين في المغرب. المتوكل الذي تدخل في إطار اليوم الدراسي الذي نظمه مركز ابن رشد للدراسات والديمقراطية حول "اليسار، الإسلاميون والديمقراطية"، اعتبر بأن المشكل الأساسي الذي يجب التعامل معه في المرحلة الراهنة هو "تحديد المفاهيم لأنه لا يمكن أن تأتي للحوار مع أشخاص يقومون بسبنا واتهامنا بأمور لا علاقة لنا بها"، كما استنكر المتوكل القسوة التي يتعامل بها الفرقاء السياسيين بين بعضهم البعض "لأنه لا أحد من الفرقاء السياسيين يحكم ويمتلك السلطة وبالتالي فالقسوة بيننا غير مبررة". رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان أكد على أن "المفاهيم والمصطلحات التي يستعملها كل طرف سياسي تفرق ولا تجمع" معطيا المثال بمفهوم العلماني "الذي يجب أن نحدده لأنه مفهوم مثير للجدل لذلك يجب التوافق على ماذا نعني بالعلمانية وماذا نعني بالديمقراطية". واعتبر المتوكل أن الألوية بالنسبة لجماعة العدل والإحسان هي "تحديد طبيعة المشكل في المغرب ونحن نعتبر أن أصل الداء في المغرب هو الاستبداد والفساد"، وبعد ذلك "نتحدث عن المرحلة الانتقالية من نظام يحتكر كل السلطات إلى نظام يكون فيه المواطن هو صاحب الصوت والقرار". ومن أجل الوصول إلى هذه المرحلة الانتقالية فإن المتوكل يرى بأنه يجب "وضع صيغ للحوار وألا تبحث بعض الأطراف عن الامتيازات"، معترفا بأن هناك أزمة ثقة بين الأطراف السياسية في المغرب "يجب التخلص من التخوفات وضرورة الثقة في الأطروحات الأخرى بشرط أن تكون متبوعة بأفعال تكرس هذه الأطروحات". وتحدث المتوكل عن بعض العوامل التي يمكن أن تنجح الحوار الوطني بين الإسلاميين والعلمانيين، أهمها هو أن يعترف كل طرف بأنه في حاجة للطرف الآخر من أجل الوصول إلى الديمقراطية، والاستماع إلى الطرف الآخر، "الجماعة لن تتنازل عن أفكارها وعن المثل التي تؤمن بها ولكنها تعرف بأنها ليست وحيدة في الساحة السياسية وبالتالي ستسعى إلى تحقيق جزء من أفكارها"، مضيفا "نحن في الجماعة نعرف ان الإصرار على عدم الحوار لن يخدم سوى الاستبداد". كما رد المتوكل على التخوفات التي يثيرها البعض من كون جماعة العدل والإحسان قد تستغل الديمقراطية من أجل الوصول إلى الحكم وبعدها سنتقلب على المنهجية الديمقراطية، بأن جماعة العدل والإحسان "نعرف بأنه يستحيل على أي تيار مهما بلغت قوته أن يبقى في الحكم دائما لأن إكراهات الدولة المعاصرة لن تسمح لأي قوة سياسية بأن يستأثر بالحكم لوحده".