ما هي حدود التفاهم بين العلمانيين ىالإسلاميين؟ كان هو السؤال الذي انطلق منه المتدخلون في ندوة "اليسار، الإسلاميون والديمقراطية" اللتي نظمها مركز ابن رشد اليوم، من أجل تحديد العلاقات بين التيارين السياسيين العلماني والإسلامي. ولا يمكن الإجابة على هذا السؤال إلا في حالة تحديد المفاهيم بالنسبة لليساريين والإسلاميين "فأنا كإسلامي لم أقل أبدا إن الإسلام هو الحل ولكن هناك العديد من المفاهيم التي يجب الاتفاق حولها"، وبالنسبة للمعتصم فإن يساريي وعلمانيي المغرب هم الآن في مرحلة تعلم الديمقراطية. رئيس البديل الحضاري اعتبر أن الحوار بين اليساريين والعلمانيين بدأ منذ التسعينات مع عبد الله الساعف وأحمد الحرزني، لكن هذه المبادرات لم تستمر لذلك "فجهل كل طرف بالآخر هو الذي أدى إلى الخوف"، المعتصم تحدث عن الصراع بين الطرفين وقال بأنه كلما طرحت قضية من قضايا الهوية "إلا وظهر طرف ثالث ينصب نفسه كأنه يحمي الطرف الأضعف وهذا يصب في مصلحة الدولة". من جهته اعتبر حسن بناجح عضو الدائرة السياسية لجماعة العدل ولإحسان أن السؤال الذي يجب أن يطرح هول هل هناك إرادة حقيقية لتجاوز الخلاف؟ قبل أن يجيب بأن "في أن غياب الإرادة هو السبب الحقيقي في مظاهر الصراع المعلنة بين الإسلاميين والعلمانيين". القيادي قي العدل ولإحسان عدد الأسباب التي أدت إلى الصراع في إعطاء الأولوية للخلاف الإيديولوجي على حساب السياسي ولم عدم نجاح الأطراف في إيجاد سقف يظل الجميع، كما أن هذا الصراع لم يجد لحد الآن آلية لحسمه". لذلك فإن حسن بناجح يرى أن مصلحة البلد تقتضي أولا التفاهم على المقتضيات العامة للحوار وعندما تحصل الثقة والتفاهم يمكن لجماعة العدل ولإحسان أن تطرح مبادرتها لحوار وطني يعبر فيه الجميع عن أفكاره بأريحية. غياب الثقة وعدم وضوح المفاهيم التي يعتمدها لك طرف هو ما أكد عليه عمر بلافريج الذي صرح بأنه باعتباره علمانيا "لدي الكثير من التخوفات أن نشتغل مع الإسلاميين ونناضل سويا وبعد ذلك ننتقل من استبداد إلى استبداد"، لكنه في نفس الوقت أكد على أن الأولوية في الوقت الراهن هو "ألا نترك الدولة تحتكر التفكير في المستقبل لأن العقد الاجتماعي يجب أن تشارك فيه جميع الأطراف السياسية والمجتمعية".