بعد أسابيع من الاحتجاج أمام مقرات كل من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، خاضت عائلات المحتجزين المغاربة في ليبيا اعتصاما أمام وزارة عبد الكريم بنعتيق، احتجاجا على "التقاعس" الحكومي في إعادة أبنائها المحتجزين. وقال أعضاء في تنسيقية عائلات المحتجزين المغاربة في ليبيا، في حديثهم ل"اليوم 24′′، اليوم الثلاثاء، إن التنسيقية خاضت أول اعتصام لها اليوم، أمام وزارة الجالية للمطالبة بحل عاجل يمكن العالقين المغاربة من العودة إلى ذويهم، بعد تبخر حلم الهجرة نحو أوربا. وفي ظل اعتصام العشرات أمام مقرها، خرج مسؤولون في الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة للحوار مع المعتصمين، مؤكدين لهم أن الحكومة تشتغل على موضوع إعادة أبنائهم إلى أرض الوطن، غير أنها إجراءات تتسم بالسرية، وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب. وأطلقت السلطات الليبية، الأسبوع الماضي، أول تجربة لإعادة المغاربة العالقين في مركز مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى بلدهم على نفقتهم الخاصة، بينما لم تقبل بذلك مراكز أخرى، مثل زوارة، حسب ما عبرت عنه في اتصالاتها مع عائلات المحتجزين. يذكر أن المغرب يتخذ إجراءات صارمة جدا للتحقق من هويات المغاربة العائدين من ليبيا، خوفا من تسلل منتمين لجماعات إرهابية إليهم، خصوصا بعد النشاط الكبير ل"داعش" في الأراضي الليبية، وصدور إحصائيات لأعداد المغاربة المنتمين إليها. وعلى الرغم من أن المغرب أعاد في رحلات عديدة المئات من المغاربة العالقين في ليبيا، إلا أن آخرين لا يزالون يلتحقون بالأراضي الليبية، طمعا في الهجرة نحو أوربا، حيث أوقفت ليبيا على مدى الأيام القليلة الماضية ما يقارب المائة مغربي، تم إيداع أغلبهم في مركز طرابلس لمكافحة الهجرة غير الشرعية، في انتظار صدور قرار ترحيلهم إلى المغرب.