على الرغم من إعلان جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، في مدينة طرابلس الليبية، استعداده ترحيل المحتجزين المغاربة إلى وطنهم، خلال الأسبوع الجاري، إلا أن وضعية احتجازهم المأساوية، لا تزال تثير الجدل، فبعد تقارير دولية، وشهادات مغاربة زاروهم في مركز احتجازهم، تثير الكثر من التساؤل. وفي تصريح ل"اليوم24″، قالت عائشة حافيضون، مغربية مقيمة في ليبيا، إنها تزور المحتجزين المغاربة في مركز طرابلس طريق السكة، ووصفت وضعهم بالمأساوي، إذ تم تكديسهم بأعداد كبيرة جدا في مكان واحد، يفتقر إلى أبسط أساسيات العيش الكريم. وأوضحت المتحدثة ذاتها، في شهادتها ل"اليوم24″، أن المحتجزين المغاربة، في مركز طرابلس وحده، يقدرون بالمئات، موضحة أنهم يعانون نقصا في المواد الغذائية، والتطبيب، إذ لا يتمكنون من معالجة أمراضهم سوى بما توفر لهم من معدات بسيطة جدا. عائشة، الأربعينية المغربية، التي تعيش في ليبيا منذ سنين طويلة، قالت إن الجالية المغربية، المقيمة هناك بشكل دائم، لا تجد شيئا تساعد به الشباب المحتجزين، غير إمدادهم بما تيسر من مساعدات، وزيارتهم بشكل مستمر، وتقاسم الحديث معهم، وطمأنتهم، أن أحدا لم ينساهم، وأن معاناتهم يصل صداها إلى المسؤولين في الوطن. وأضافت المتحدثة ذاتها، أن المحتجزين المغاربة، الذين تزورهم باستمرار في مراكز احتجازهم، لم يتوصلوا بأي معلومات عن إمكانيات ترحيلهم، أو موعد لذلك، على الرغم من إعلان السلطات، خلال الأسبوع الجاري، قرب وقت ترحيلهم. ولا تزال عائلات المحتجزين المغاربة في ليبيا تخوض سلسلة احتجاجات أمام الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، التي يقودها الاتحادي، عبد الكريم بنعتيق، مطالبة بترحيل أبنائها، وإعادتهم إلى أرض الوطن بتدخل عاجل، ينهي مأساتهم على الأراضي الليبية. ومر أسبوع على ترحيل 235 مغربيا من مدينة زوارة الليبية إلى الدارالبيضاء، فيما أعلن مركز الهجرة غير الشرعية في طرابلس العاصمة أنه يستعد لترحيل دفعة جديدة من المغاربة، خلال الأسبوع الجاري. ومن جانبها، أعلنت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في بلاغ لها، أن ترحيلها ل235 محتجزا مغربيا من الأراضي الليبية، كان ضمن المرحلة الأولى لترحيل المغاربة العالقين في ليبيا، فيما ينتظر أن تتبع هذه الخطوة، حسب المصدر ذاته، عمليات أخرى، تنفيذا للتوجيهات الملكية العليا، بالاهتمام بكل المغاربة الموجودين في ظروف صعبة.