بعدما حصل البيجيدي على أزيد من 7000 صوت في إقليم مديونة في الانتخابات الجماعية والجهوية في 2015، لم يتمكن الحزب من الحفاظ على مكانته الانتخابية، وفشل في الظفر بمقعد بمجلس جهة البيضاء – سطات في الانتخابات الجزئية التي أقيمت الخميس الماضي. ولم يحصل إلياس الشابي، الكاتب الإقليمي لشبيبة العدالة والتنمية إلا على 1350 صوتا، مقابل اكتساح انتخابي واضح لمرشح البام محمد الكنبوشي، رئيس جماعة سيدي حجاج، الذي حصل في هذه الانتخابات على 9000 صوت. وكانت وزارة الداخلية، أصدرت مؤخرا، قرارا يقضي بإجراء انتخابات جزئية، لتمثيل إقليم مديونة، بمجلس جهة الدارالبيضاء- سطات، بعد عزل رئيس المجلس الجماعي لمديونة الاستقلالي محمد المستاوي، من عضوية مجلس الجهة، تفعيلا للحكم الصادر عن محكمة الاستئناف الإدارية بالدارالبيضاء في أبريل 2017. وتعليقا على هذا التراجع الانتخابي الذي أفقد البيجيدي أزيد من 6000 صوت، أكد عبد الرحيم أوناصر، الكاتب الإقليمي بمديونة سابقا، أن هذه النتائج كانت "متوقعة"، بالنظر إلى "القرارات الخاطئة التي اتخذها الكاتب الجهوي السابق عبد الصمد حيكر"، قضت "بتصفية الرموز المؤسسين"، والتي قامت بهيكلة الحزب على أسس متينة، حيث قرر التشطيب على أعضاء الحزب بمديونة، وحل الكتابة الإقليمية في الوقت الذي كان يحصل فيه الحزب على المراتب الانتخابية المتقدمة. وأوضح أوناصر في اتصال مع "اليوم24″، أن الهزيمة الانتخابية التي مني بها البيجيدي تعكس التدبير السيء للكتابة الجهوية السابقة، وعجزها عن حل المشاكل التنظيمية التي يتخبط فيها الإقليم، منوها في هذا الصدد بأنه تقدم بمذكرات تفصيلية تطالب بجمع شتات الحزب ووقف هذه القرارات الخاطئة، إلا أن مسؤولي الحزب لم يعبؤوا بها. وبخلاف التصريحات التي أطلقها مرشح البيجيدي التي أكدت استعدادات البيجيدي تنظيميا ولوجستيا، ذكرت مصادر من داخل الحزب أن "صراعات الأجنحة" داخل الكتابة الجهوية بالبيضاء هي التي ساهمت في تراجعه انتخابيا، بعد أن عجزت عن جمع شتات الحزب وتسببت قراراتها في تعقيد الوضع التنظيمي لللبيجيدي، وهو الأمر الذي يقر به الكاتب الجهوي الجديد محسن مفيدي.