على الرغم من المنع، الذي يتعرض له المسيحيون المغاربة باستمرار، إلا أنهم خلدوا بشكل جماعي على مدى اليومين الماضيين، احتفالات عيد الفصح، أو عيد القيامة، في الكنائس المنزلية. وفي حديثه ل"اليوم 24″ اليوم الثلاثاء، قال شعيب الفاتحي، عضو تنسيقية المسيحيين المغاربة، إن هذه الطائفة خلدت احتفالات عيد القيامة، في عدد كبير من المدن المغربية، أهمها مدن الرباط، والدارالبيضاء، وأكادير، وطنجة، في تجمعات كبيرة، فيما شهدت مدن أخرى تجمعات أصغر للمسيحيين المغاربة. وعن تفاصيل احتفال المسيحيين المغاربة بعيد القيامة، يقول الفاتحي إن الكنائس المنزلية عرفت تجمعات لما بين عشرة، وعشرين شخصا، اجتمعوا لترديد الترانيم، والصلاة، وقراءة بعض الآيات، التي تتكلم على قيامة يسوع من بين الأموات في اليوم الثالث، وهي قصة يقول الفاتحي إنها في الإنجيل، وتحكي أن المسيح صلب، يوم الجمعة، وقام في اليوم الثالث، وهو يوم الأحد، ومن ثمة جاء الاحتفال بهذه الذكرى، واستمر إلى اليوم. وتشارك المسيحيون المغاربة في كنائسهم المنزلية، خلال احتفالات عيد الفصح، وجبة عشاء، يسمونها "عشاء الرب"، أو "العشاء الأخير"، وقال الفاتحي إن هذه الوجبة عبارة عن عصير مع قطعة خبز، يتقاسمها المنتسبون إلى المسيحية، امتثالا لما ورد في الإنجيل. وأضاف الفاتحي أن احتفالات عيد الفصح هذه السنة لم تعرف أي تدخلات أمنية، ولم تسجل خلالها أي مضايقات، بينما اشتكى المسيحيون المغاربة مرارا من التضييق، الذي كان يطالهم في هذه المناسبة. وتابع المتحدث نفسه أنه "مادامت الدولة لم تعترف بوجود مسيحيين مغاربة، ولم تدستر حقوقهم، فمن الطبيعي أن تكون هناك مضايقات تسجل باستمرار تجاه الطائفة المسيحية في المغرب". تجدر الإشارة إلى أنه بعد مرور حوالي سنة من توجيهها حزمة من المطالب إلى محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، خرجت التنسيقية الوطنية للمغاربة المسيحيين عن صمتها، أخيرا، وكشفت أن السلطات المغربية تلتزم الصمت، ولم تقدم أي إشارات إيجابية تطمئن هذه الفئة بأن مطالبها سيستجاب لها. ودفع الصمت الرسمي المسيحيين المغاربة إلى التهديد بتصعيد الأشكال النضالية، وتغيير أسلوب الاحتجاج، في حال أصرت هذه الجهات الحكومية والحقوقية على عدم الاستجابة لمطالب المسحيين المغاربة، والمتمثل في الاعتراف بهم، وتمكينهم من الحق في ممارسة شعائرهم الدينية بشكل علني، بعيدا عن السرية.