كشف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أن التراجع المستمر الذي تسجله أطروحات الانفصاليين على الساحة الدولية، تحدو بأعداء الوحدة الترابية للمملكة كعادتهم، باللجوء إلى مجموعة من المناورات، والتي أضحت مكشوفة للمنتظم الدولي، من أجل التشويش على مسيرة المغرب. وأكد رئيس الحكومة، خلال اجتماع مع الأمناء العامين للأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، اليوم الأحد بمقر رئاسة الحكومة، وحضره أيضا وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ووزير الثقافة والاتصال والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن هذه المناورات تهدف أيضا إلى تعطيل مسلسل التسوية السياسية العادلة لهذا النزاع المفتعل، وفقا للشرعية الدولية ولروح قرارات مجلس الأمن الدولي وفي إطار المقترح المغربي للحكم الذاتي الذي شهدت له مختلف القوى والمنظمات الدولية بالجدية والمصداقية. وأضاف العثماني أن "القضية الوطنية سجلت عددا من النقاط الإيجابية على مستوى مختلف المحافل الدولية، بفضل الانخراط الشخصي للملك محمد السادس، في هذا الملف والدينامية التي تطبع مبادرات الديبلوماسية المغربية في إطار التوجيهات الملكية السامية". وذكر رئيس الحكومة في هذا الإطار بالانعكاسات الإيجابية للسياسة الإفريقية للملك وبالأشواط الهامة التي قطعها المغرب في مسلسل استرجاع مكانته الريادية في افريقيا والعودة لصرح المنظمات الافريقية وعلى رأسها الاتحاد الافريقي. وجدد العثماني التأكيد على ضرورة التعبئة الشاملة لكافة القوى الحية للمملكة من حكومة وأحزاب سياسية ومنظمات نقابية وهيئات مهنية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الوطنية ومثقفين من أجل الدفاع عن مقدسات المملكة وعدالة قضيتها الوطنية والتصدي لكافة مناورات أعداء الوحدة الترابية للمغرب. وخلال هذا الاجتماع، قدم كل من وزير الداخلية ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي عرضين سلطا فيهما الضوء على آخر التطورات لملف الوحدة الترابية للمملكة على المستوى الدولي والمبادرات التي تقوم بها المملكة المغربية للدفاع عن مقدساتها وعدالة قضيتها في مختلف المحافل الدولية. وقد عبر الأمناء العامون وممثلو الأحزاب السياسية خلال تدخلاتهم عن الانخراط التام للأحزاب السياسية الوطنية في الدفاع عن المصالح العليا للمملكة وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية كما شددوا على ضرورة مواصلة التعبئة على كافة الأصعدة والاستمرار في نهج التواصل والتشاور من أجل التصدي لكافة مناورات أعداء المملكة.