خلفت التحليلات التي ذهبت إلى أن انتخابات الكتاب الجهويين للبيجيدي تؤشر إلى عودة "تيار بنكيران"، ردود فعل منتقدة من قيادات من البيجيدي. مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة ووزير الدولة في الحكومة، قال تعليقا على نتائج المؤتمرات الجهوية: "نحن سعداء بنتائج هذه المؤتمرات، وليس عندنا فيما عاينت أي شيء مما يتخيله البعض"، مضيفا: "نحن نؤمن بالديمقراطية والإخوة يتم ترشيحهم لكفاءاتهم، وليس لأي اعتبار آخر. وليس عندنا شيء مما يمكن أن ينعت بأنه تيار فلان أو فلان". وأضاف الرميد في اتصال مع "أخبار اليوم": "كنت رئيسا للمؤتمر الجهوي للدارالبيضاء –سطات، وبعد الاعلان عن نجاح الأخ محسن موفيدي قيل بأن هذا نجاح ل"تيار فلان"، مع العلم أن الأمانة العامة هي التي رشحته، وأنا من الذين دافعوا عنه، وهذا دليل على أنه ليس هناك شيء مما يقال". وكشف الرميد، أن موفيدي الذي رشحته الأمانة العامة كاتبا جهويا للبيضاء – سطات، "كان مناصرا للولاية الثالثة لبنكيران، فيما كان منافسه "أيت عديلة" ضدها، "ومع ذلك فالأمانة العامة برئاسة سعد الدين العثماني، هي التي رشحت موفيدي"، وكنا نعرف أن الأخ أيت عديلة مرشح قوي يمكن أن يفوز"، داعيا من يزعمون هذه المزاعم، أن يفسروا هذه المعطيات ويحللونها بشكل جيد. وهل يمكن أن تخضع لمقولة تيار فلان أو فلان". من جانبه، نفى عبدالعلي حامي الدين، الذي انتخب كاتبا جهويا لجهة الرباط – سلا – القنيطرة، وجود تيار تابع لبنكيران، مؤكدا أن الأمين العام السابق "ليس له أي تيار داخل الحزب"، و أنه "لا يوجد شيء اسمه تيار بنكيران داخل البيجيدي"، موضحا على أن" هذا تداول إعلامي لا أساس له من الصحة". وشدد حامي الدين في اتصال مع الجريدة، أن "أعضاء المؤتمر هم من يحسموا في نتائج المؤتمرات الجهوية، ويصوتوا وفقا لتقديراتهم السياسية ولهم قدرة كافية للتعرف على المرشحين". مضيفا أن "النتائج التي أفرزتها المؤتمرات الجهوية كلها منطقية، وليست اختيارات خارج منطق الحزب، لأنها انتخبت ثلاثة من أعضاء الأمانة العامة السابقين"، وهي الترشيحات التي وصفها ب"المنطقية جدا لأنها تمت بعيدا عن أي تفسير سياسي". وشدد حامي الدين على أن "سي عبدالإله بريء مما يحصل، وإذا كانت هناك تحليلات سياسية خاصة وتتطلب إجابات عن مستوى الكتابات الجهوية، فينبغي احترام إرادة المؤتمرين"، مشددا على أن الأمر يتعلق ب "إرادة المؤتمرات وليست سيطرة تيار، ولهذا نكذب جملة وتفصيلا وجود تيار اسمه "تيار بنكيران في الحزب"". وفي سياق متصل، اعتبر سليمان العمراني، نائب الأمين العام، في تصريح للجريدة، أن نتائج الانتخابات الجهوية، "تدل على أن الحزب ذات واحدة، وكل الكتاب الجهويين جزء من مؤسسات الحزب ولهم ولها مشروعيتها بصرف النظر عن المواقف من هذه القضية أو تلك". وعكس ما ذهبت إليه قيادات المصباح، يرى رشيد لزرق، الباحث في العلوم السياسية، أن عودة "تيار بنكيران"، مؤشر على" تباين في التقديرات السياسية داخل البيجيدي لمواجهة الارتدادات السياسية والتفاعلات المتسارعة". ويمضي لزرق في تحليله أن "الانتخابات الجهات تفيد بأن الحزب متفق حول الاستراتيجية ومختلف حول التكتيك السياسي والتحسب لكل الاحتمالات"، وهذا ما يدل بشكل قاطع، بأن عودة جناج بنكيران في الجهات، هي رسالة سياسية تؤكد أنهم جاهزون إذا ما حدث أي تحول على مستوى الحكومة، سواء إذا ما تم الاتجاه إلى إعادة الانتخابات بحل الحكومة أو إعمال حالة الاستثناء طبقا للفصل 59 من الدستور، بسبب أحداث التضارب الحكومي التي من شأنها أن تهدد الاستمرار العادي لمؤسسة الحكومة". وكان مقربون من بنكيران هيمنوا على الكتابات الجهوية في أربعة مؤتمرات جهوية جرت نهاية الأسبوع الماضي، في كل من جهة الرباط – سلا – القنيطرة، وجهة الدارالبيضاء – سطات، وجهة فاس – مكناس، وجهة العيون – الساقية الحمراء، كان من أبرزهم عبد العلي حامي الدين، وخالد البوقرعي، ومحسن موفيدي.