دق تقرير حديث ناقوس الخطر في علاقة المغاربة مع التدخين، حيث رصد أن ما يقارب نصف الرجال المغاربة مدخنين، وأن التدخين حصد حياة أزيد من 17 ألف مغربي في عام واحد. التقرير الذي صدر حديثا في النسخة السادسة من تقرير "The Tobacco Atlas"، أورد أن 45 في المائة من الرجال المغاربة الذين تتجاوز أعمارهم 15 سنة يدخنون بشكل يومي، وهو ما يتجاوز بنسب كبيرة المعدل العالمي للتدخين. أما بالنسبة للنساء المغربيات وعلاقتهن بالتدخين، فيقول التقرير أن 1.5 في المائة فقط من النساء يدخن بشكل يومي، وحصد التدخين حياة 64 مغربية بشكل أسبوعي، فيما رصد التقرير تنامي الظاهرة بين النساء في كل دول العالم، سواء النامية والمتقدمة. وينص التقرير على أنه في عام 2017 ، توفي حوالي 17444 مغربيا بسبب التبغ، كما أن استنشاق دخان السجائر يعرض أكثر من 7000 مادة سامة، وأكثر من 70 مادة مسرطنة تتلف الجسم بأكمله، كما أن المدخن العادي يفقد عادة أكثر من عقد من العمر. ويتجاوز ضرر التدخين صحة المدخن، ليمس ميزانيته، حيث أظهر التقرير أن الفرد المغربي يصرف ما يقدر ب12.5 في المائة من مدخوله ليتمكن من التدخين، كما أن التقرير ذاته يشير غلى أن الطبقة الاجتماعية الأكثر إنفاقا في المغرب على التدخين، هي الفئة الفقيرة التي تصرف أكبر نسبة من عائداتها على التدخين، ويؤثر التدخين على مصاريفها في قطاعات أهم من التعليم والصحة والبيت. على المستوى الاقتصادي، يذكر التقرير أن التدخين لا يضر المدخنين فقط، وإنما يصل ضرره إلى الاقتصاد الوطني، حيث انه في سنة 2017، صناعة السجائر في المغرب وصلت كلفتها إلى 16371 مليون درهم لإنتاج 1665 مليار من السجائر، ومع ذلك احتاج المغرب لاستيراد المزيد من السجائر، ما مس الميزان التجاري للمغرب.