قال باحثون أمريكيون إن النساء قد يكن أكثر عرضة للإصابة بالآثار السامة لتدخين السجائر. حيث إن المدخنات يصبن بأضرار في الرئة في وقت مبكر من العمر، مقارنة بالمدخنين من الرجال، كما أن إصابتهن تأتي مع تدخين عدد أقل من السجائر مقارنة مع الرجال. وكان فريق الباحثين قد قام بإجراء تحليل لـ 954 شخصا في النرويج يعانون مرض انسداد الشعب الهوائية المزمن، ومن بينهم أشخاص يعانون من مشاكل في الرئة تتدرج من الالتهاب الشعبي المزمن إلى انتفاخ الرئة. وشكل الرجال 60 في المائة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة والنساء 40 في المائة، وكلهم يدخنون حاليا أو في السابق. وبشكل عام، أظهرت المجموعتان مشاكل متشابهة في الرئة. لكن عندما درس الباحثون الأشخاص الأصغر سنا، وهم أولئك الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما، أو أولئك الذين كانوا يدخنون عددا أقل من السجائر، وجدوا أن النساء لديهن مرض أشد، وتدهور في وظائف الرئة بشكل أكبر من الرجال.ويصيب مرض انسداد الشعب الهوائية المزمن حوالي 210 ملايين شخص في العالم. وتتضمن الأعراض الأكثر شيوعا قصر النفس والسعال وقدرة محدودة على ممارسة التمرينات الرياضية. يشار إلى أن دراسة طبية نرويجية حديثة أثبتت كذلك، أن للتبغ تأثير سلبي كبير على القلب، وأن الإفراط فيه يؤدي إلى الموت. وقد استغرقت الدراسة المذكورة حوالي 30 سنة، واستنتجت أن المدخنين كانوا أكثر عرضة ب5,2 مرة للموت بسبب الأمراض القلبية الوعائية أكثر ممن لا يدخنون.وأوضحت الدراسة أن حوالي ثلثي الرجال في منتصف العمر الذين كانوا يدخنون بإفراط خلال الدراسة، وكذلك نصف المدخنات أيضا أصيبوا خلال فترة الثلاثين سنة ـ فترة اجراء الدراسة ـ بالأمراض القلبية الوعائية أو ماتوا جراء ذلك. واستنتجت الدراسة أن نسبة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والأمراض الأخرى بين المدخنين وغيرهم كانت كبيرة جدا. وفي موضوع متصل، كان أحمد صبيري مسؤول بمديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، قد أشار إلى أن عدد المدخنين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة في المغرب في تزايد مستمر، بالرغم من المجهودات المبذولة للحد من انتشار هذه الآفة، ولاسيما بالوسط المدرسي. وأوضحت نتائج بحث ميداني حول ظاهرة التدخين في الوسط المدرسي بالمغرب، أنجزته وزارة الصحة بتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمركز الأمريكي لمراقبة الأمراض نشرت سنة 2007 أن نسبة المدخنين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و15 سنة، تبلغ 5 ,15 في المائة. وحسب هذا البحث الميداني، الذي ينجز كل ثلاث سنوات، فإن نسبة الذكور المدخنين تبلغ 2 ، 19 في المائة، فيما تصل نسبة الإناث إلى 4 ,9 في المائة، كما أن 2 ، 24 في المائة من الشباب المدخنين بدؤوا تدخين السجائر قبل سن العاشرة. ومن جهة أخرى، كشفت نتائج دراسة ميدانية أعدتها الجمعية العالمية للبحوث والمعلومات حول الصحة حول التدخين في بعض دول إفريقيا والشرق الأوسط أن المدخن المغربي ينفق على التدخين أكثر مما ينفق على التربية والتعليم، ويخسر مثله مثل مواطن الجزائر وتونس على التدخين نحو 50 دولارا شهريا. يشار إلى أن ألطاديس المغرب تتوفر على احتكار استيراد وتسويق التبغ بالمغرب إلى غاية دجنبر ,2010 وهي تسيطر على 88 في المائة من سوق التبغ بالبلاد، وكان تقرير للشركة المذكورة قد أثبت أن المغاربة استهلكوا 7,2 مليارات سيجارة خلال الأشهر الستة الأولى من2007 5,9 مليارات منها سجائر صفراء، و3,1 مليار سجائر رمادية، ومقارنة مع سنة ,2006 فإن زيادة تقدر بنسبة 2,8 في المائة سجلت لصالح الشركة. وبالنسبة لشركة ألطاديس الإسبانية، فإن المغرب يأتي في الرتبة الثالثة للبلدان الأكثر استهلاكا لمنتجاتها بـ111 مليون يورو في النصف الأول من سنة ,2007 أي بزيادة قدرها 21 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية.