كشفت معطيات جديدة أن التيار الوهابي المتشدد أصبح يهدد أكثر من أي وقت مضى آلاف المهاجرين المغاربة المقيمين في منطقة كتالونيا بالجزيرة الإيبيرية. ولا يستبعد أن يكون اختراق الفكر الوهابي للجالية الإسلامية في كتالونية السبب في نجاح التنظيم الإرهابي داعش، في استقطاب وتجنيد 11 شابا مغربيا يقيمون في بلدة "ريبلو" بكتالونيا، وغسل دماغهم قبل دفعهم لتنفيذ الاعتداء الإرهابي الذي هز برشلونة في 17 غشت الماضي، مما خلف 16 ضحية وعشرات الجرحى. هذا ما كشفته صحيفة "الكوفيدينثيال ديجتال" الإسبانية ومصادر أخرى، نقلا عن تقارير أمنية سرية. المصادر ذاتها أوضحت أن عناصر الاستعلامات العامة والأمن الإسباني قادت بعد أسابيع وشهور من اعتداء برشلونة حملة من التحقيقات والمراقبة لمجموعة من الجماعات والتنظيمات الإسلامية المستقرة في برشلونة، علما أن المغاربة يشكلون غالبية الجالية الإسلامية في برشلونة بحوالي نصف مليون مغربي بعضهم حاصلون على الجنسية الإسبانية. كما تم التحقيق مع أئمة وأفراد مشتبه في تطرفهم بعد اكتشاف أن العقل المدبر للاعتداء، هو الأمام المغربي عبدالباقي عيساتي. هذه التحقيقات والتحريات كشفت ارتفاع درجة التطرف لدى بعض الجماعات الإسلامية في منطقة كتالونيا، لا سيما في مدينة برشلونة، مبرزة أن بعض المسلمين في المنطقة، متأثرين بالفكر الوهابي ويدافعون عن استعمال العنف ل"الدفاع عن الأخلاق". التسريبات كشفت، كذلك، أن الفكر الوهابي هو أكثر ما يقلق الأمن في منطقة كتالونيا، إذ برز إسلاميون عنيفون لا يكتفون بالتجنيد والاستقطاب، بل بدؤوا يلتجؤون إلى استعمال العنف لإجبار بعض من أبناء جلدتهم للامتثال لأفكارهم المتطرفة. وأضافت أن بعض المتطرفين في برشلونة اعتدوا على مثليين. وفي هذا الصدد، كشف تقرير أمني: "حوكم مغربيان في المحكمة الوطنية بمدريد بتهمة الاعتداء رجما على مثلي في منطقة ستجيس في برشلونة". وحذر من إمكانية أن يكون المغربيين تأثرا بالفكر الوهابي. مصادر من إسبانيا في حديثها مع "اليوم 24" حذرت، أيضا، من انتشار الفكر الوهابي القادم من الشرق بين الجالية المغربية في منطقة كتالونيا، خاصة في البلدات الصغيرة مثل "ريبول". وأضافت المصادر ذاتها أن التخوف لم يعد يأتي من محيط المساجد، بل من المحتويات التي يتناقلها المغاربة، حتى الصغار عبر تطبيق الواتساب، مبرزا أن أغلبها عبارة عن خطب وأناشيد دينية غارقة في التطرف والتشدد لبعض الشيوخ المشارقة. المصادر ذاتها، أشارت، كذلك، إلى استغرابها من تناقل الجالية المغربية الناطقة بالأمازيغية بكتالونيا بعض المحتويات المتطرفة عبر الواتساب، والتي تكون في الغالب أناشيد وقصائد دينية مفعمة بالتطرف. وتشير التقارير الرسمية الإسبانية إلى أن الجالية المغربية تمثل 1.3 في المائة من مجموع سكان كتالونيا ب240 ألف مغربي تقريبا، أغلبهم ينحدرون من منطقتي الريف والأطلس المتوسط. غير أن تقارير غير رسمية ترجح إمكانية أن يكون عدد مغاربة كتالونيا يقارب نصف مليون مغربي، لا سيما وأن سلطات كتالونيا لا تدرج في تقاريرها السنوية المغاربة الحاصلين على الجنسية الإسبانية ضمن لائحة الأجانب.