منعطف أمني خطير تعرفه مدينة فاس، فبعد أيام قليلة عن حادث اختطاف طفل من أمام مدرسته على طريقة العصابات، تعرضت أخيرا، فرقة للأبحاث والتدخلات التابعة لولاية أمن فاس، لهجوم وصفته مصادر "أخبار اليوم" ب"العنيف"، قادته عناصر عصابة إجرامية بالحي الشعبي "سيدي بوجيدة"، حيث خلف الاعتداء على عناصر الشرطة، استعملت فيه أفراد العصابة الغازات المسيلة للدموع والسيوف، إصابة مفتش شرطة ممتاز بجروح بليغة، من بينها بتر أحد أصابع يده، فيما فقد زميله وهو حارس أمن عينه اليسرى بسبب رشه ب»الكريموجين». وبحسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، فإن عناصر فرقة الأبحاث والتدخلات التابعة لولاية أمن فاس، كانت قد تدخلت لتوقيف شخصين بالحي الشعبي «سيدي بوجيدة»، الذي يعد من أخطر النقط السوداء بالعاصمة العلمية، كانت الشرطة تبحث عنهما في قضية "السرقة وتبادل الضرب والجرح"، قبل أن يعمد أفراد عائلتهما إلى تنفيذ هجوم مباغت على الشرطيين اللذين كانا يمسكان بالمبحوث عنهما، مما تسبب في إصابة عنصري الأمن إصابات خطيرة، حيث أضاف بلاغ المديرية العامة أن الأبحاث والتدخلات التي باشرتها مختلف المصالح الأمنية بمدينة فاس، أسفرت عن توقيف عشرة أشخاص من ذوي السوابق القضائية، من بينهم فتاة قاصر، تتهمهم إدارة الحموشي بالاعتداء بالضرب والجرح في حق عناصرها بفاس أثناء مزاولتهم لمهامهم، مع إحداث عاهة مستديمة لحارس أمن فقد عينه اليسرى بشكل نهائي، بعد أن اعتدى عليه أفراد العصابة بغاز مسيل للدموع، فيما حجزت عناصر الأمن لدى الأشخاص الموقوفين ثلاثة أسلحة بيضاء استعملت في الاعتداء على الشرطيين، وكذا سيارتين تم استخدامهما للفرار من مكان الجريمة. من جهتها، أفادت مصادر أخرى قريبة من الموضوع، بأن الحي الشعبي "سيدي بوجيدة"، عاش يوم الخميس، حالة استنفار أمني بسبب حلول فرقة أمنية لتوقيف شخصين مطلوبين لها في قضية "السرقة والضرب والجرح بالسلاح الأبيض"، حيث تمكنت عناصر الأمن من الوصول إلى مخبأ المشتبه بهما واعتقالهما، وخلال اقتيادهما إلى سيارة الأمن وهما مصفدا اليدين، فاجأت عناصر الشرطة سيارة من نوع «داسيا» قادمة بسرعة كبيرة، قبل أن تتوقف بأمام سيارة الشرطة لمنعها من الانطلاق، فيما نزل من السيارة أربعة أشخاص يحملون السيوف انضم إليهم أفراد عائلة الشابين الموقوفين، وهاجموا الشرطيين في محاولة منهم تخليص عنصري العصابة من قبضة الشرطة، غير أن تدخلا خاطفا لفرقة أمنية حال دون ذلك، حيث فر المعتدون على متن سيارتهم إلى وجهة مجهولة، غير أن الأبحاث والتدخلات التي باشرتها مختلف المصالح الأمنية بالحي الشعبي "سيدي بوجيدة" مكنت الشرطة من توقيف جميع المتورطين في الاعتداء على فرقة الأمن وحجز السيارة والسيوف التي استعملوها. وعلاقة بآخر الأخبار التي كشفت عنها المديرية العامة للأمن الوطني في تفاعلها مع حادث الاعتداء على عناصرها بفاس، نوه عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، بما وصفه "الحس الوظيفي المتميز لعنصري الشرطة المصابين في الحادث، وتحليهما بنكران الذات والتضحية في أداء الواجب المهني"، بحسب ما جاء في بلاغ المديرية العامة، مشددا على أن الحموشي منح ترقية استثنائية للشرطيين، الأول حارس الأمن الذي فقد عينه اليسرى إلى رتبة مقدم شرطة، والثاني مفتش الشرطة الممتاز الذي بتر أحد أصابع يده إلى رتبة ضابط شرطة، إضافة إلى مكافئتهما بمبلغ مالي وتكفل الإدارة العامة للأمن الوطني بجميع نفقات الاستشفاء والرعاية الطبية الكاملة، فيما يتخوف الشرطيان، خصوصا المصاب منهما بعاهة مستديمة على مستوى العين، من إقدام الإدارة العامة للأمن الوطني على إنهاء خدمته كموظف بسلك الشرطة وهو ما يزال في ريعان شبابه، بحجة عجزه صحياً عن العمل بموجب قرار قد تصدره المصالح الطبية التابعة للأمن.