تعجز المستشفيات العمومية المتواجدة بإقليم العرائش عن توفير وسائل العلاج لمرضاها، وتدفع بهم دون سابق إخبار إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس، والمراكز الاستشفائية الملحقة له بمدينة طنجة، الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفة الأعباء على الأطر الطبية والممرضين، ويفاقم الضغط المرتفع أصلا على بنية الاستقبال في مستشفيات عاصمة البوغاز. وكشفت مصادر طبية مسؤولة، أن عشرات المرضى يتوافدون أسبوعيا على المستشفى الجهوي محمد الخامس، ومستشفى محمد السادس، على الرغم من توفر المستشفى الإقليمي الأميرة لالة مريم بالعرائش، على مختلف التجهيزات والمعدات الطبية الأساسية، بما فيها جهاز الفحص بالأشعة "سكانير"، علما أنه أحسن جودة من الجهاز المماثل في "محمد الخامس"، أما المستشفى المحلي بالقصر الكبير، فبسبب افتقاره إلى المستلزمات والوسائل الطبية الضرورية، فيقوم بإرسال المرضى مباشرة إلى طنجة في كل وقت وحين. وتابعت مصادرنا في حديثها مع "اليوم24″، أن هذه الإجراءات تطرح مشاكل حقيقية، ذلك أن القائمين على المؤسسات الاستشفائية في العرائش والقصر الكبير، لا يكلفون أنفسهم عناء الاتصال بمصلحة "سامو"، لمعرفة ما إذا كانت مستشفيات طنجة تتوفر على أسرة لاستقبال المرضى أم لا، وتبعا لذلك، فإن بعض المرضى يتجشمون عناء التنقل على متن سيارات إسعاف غير مجهزة، ثم لا يعثرون على مكان لهم في قسم الإنعاش والجراحة، فيتم توجيههم إلى تطوان، أو إلى العاصمة الرباط. بخصوص نوعية المرضى الوافدين على المستشفيات العمومية في طنجة، أوضحت مصادرنا أن الأمر يتعلق بالنساء الحوامل، علما أن مستشفيات العرائش والقصر الكبير، تتوفر على مصحات الولادة، ثم المرضى المحتاجين لأكياس الدم، إذ عوض أن يرسل المستشفى سيارة الإسعاف لجلب كمية الدم المطلوبة، يتم نقل المريض رفقة أفراد من عائلته في وضعية مزرية، الأمر الذي يتسبب في مفارقة بعض المرضى الحياة في الطريق، والآخر يصل في وضعية متدهورة جدا. من بين الأسباب التي تدفع مستشفى الأميرة لالة مريم بالعرائش، ل "تصدير" مرضاه إلى مدينة طنجة، وفق المصادر نفسها، وجود خصاص في الأطر الطبية العاملة، بحيث يوجد ثلاثة أطباء في مصحة الولادة، وعندما يكون أحدهم في إجازة، تعجز المصلحة عن العمل 24 ساعة كل يوم، أما بخصوص جهاز "سكانير"، فإن هذه المصلحة لا تشتغل يومي السبت والأحد، وفي ساعات الليل، وبالتالي يتم تحويل المرضى في هذه المواقيت مباشرة إلى طنجة. وبحسب مصادر الجريدة، فإن الأطر الطبية العاملة في مستشفيات طنجة، أبلغوا المسؤولين الإقليميين والجهويين عن المشاكل المذكورة، والتي تهدد حياة المرضى، لكن لم يتم التجاوب مع مطالبهم الملحة والمتكررة إلى حدود الساعة، رغم الوعود العديدة التي تلقاها العاملون في المنشآت الطبية المعنية بالأزمة. في سياق متصل، أفادت مصادر عليمة أن الحملة الأخيرة التي نظمتها وزارة الصحة بطنجة للتبرع بالدم، مكنت من تغطية الخصاص المهول في مخزون الدم للأيام القادمة، إلا أن المواطنين الذين يقدمون على التبرع في مركز تحاقن الدم، يشتكون من الخصاص الكبير في الموارد البشرية، الأمر الذي يدفع إدارة المركز إلى تحديد 40 شخصا في اليوم كحد أقصى لمجموع المتبرعين.