اعتبر الكاتب والباحث الأمازيغي أحمد عصيد، أن طريقة اعتقال مدير جريدة "أخبار اليوم" و"اليوم 24″، تعيد المغرب إلى "سنوات الرصاص ودولة البوليس". وأبرز عصيد في اتصال هاتفي مع موقع "اليوم 24″ أن :" اعتقال بوعشرين يدخل في إطار المخطط السلطوي الذي يسعى إلى الحد من حرية الصحافة وحرية التعبير عن الرأي". واعتبر الناشط الأمازيغي أن "اضطهاد الصحافيين أو التحرش بهم أو ملاحقتهم أصبح من المظاهر المؤسفة التي نشهدها منذ سنوات، خاصة بعد أن بدأت السلطة تعمل على استيعاب الواقع بعد انتفاضة الشارع في بلدان شمال إفريقيا سنة 2011". وأضاف الباحث الأمازيغي أن الاعتقال "تصفية حسابات مع منبر صحافي ومع صحافي أكثر مما يتعلق بأي شيء آخر. وأسلوب تلفيق التهم في قضايا جانبية، للتغطية على الهدف الحقيقي من الملاحقة، أصبح الآن معروفا لدى الخاص والعام، ونتأسف لاستمرار اضطهاد الإعلاميين في بلدنا". وأضاق نفس المتحدث أن "حرية الصحافة هي من المظاهر البارزة البارزة لدولة القانون، ومسلسل الانتقال نحو الديمقراطية في المغرب رهين بحرية الصحافة وبحرية الإعلاميين سواء في البحث عن المعلومة أو في إعلانها للعموم". وتابع عصيد:"وقد أكدنا لأكثر من مرة على أن من الواجب أن تتوقف السلطة عن البحث عن العقوبات الحبسية ضد الصحفيين، هناك أساليب أخرى للتعامل مع الصحافيين إذا نشروا معلومات غير صحيحة، ولكن ليس ملاحقتهم لتصفية الحسابات معهم لأنهم يثيرون قضايا تزعج السلطة أو يعطون الكلمة للمعارضين، فهذا من واجب الصحافة ومحاولة صرفها عن ذلك يعد انتهاكا لحرية الصحافة في بلادنا". وتعليقا على العدد الهائل من رجال الأمن الذين حضروا لمقر جريدة "أخبار اليوم" لاعتقال بوعشرين، قال عصيد: "هذه هي الطريقة القديمة، هذا الأسلوب السلطوي القديم هو الذي يعود الآن، بهذه الطريقة كانت تصادر الصحف في سنوات الرصاص، يعني أنه يتم الهجوم على مقر الجريدة من طرف مجموعة من الأمنيين وغير ذلك، هذه الأساليب يجب أن تنتهي، لأنها تتعارض مع دستور البلاد، وتتعارض مع التزامات الدولة". وأردف المتحدث ذاته أنه :"لا ينبغي أن ننتقل إلى دولة البوليس مرة أخرى، كنا نعيش مسلسل الانتقال نحو الديمقراطية، نحن جميعا مسؤولون عن إنجاح هذا المسلسل، كي ننتقل فعليا إلى الديمقراطية، ونجعل النقاش في جميع قضايا الدولة والمجتمع مواضيع نقاش وحوار وطني مسؤول تشارك فيه جميع الأطراف، وبدون هذا لا يمكن ان نشعر باننا نعيش انتقالا فعليا نحو الديمقراطية". وختم عصيد بقوله: "وأعتقد أنه مادامت السلطة حريصة على سمعة المغرب في العالم، فينبغي أن تعرف أن هذه الأساليب هي التي تمس سمعة بلدنا في العالم، و أتوقع بأن المغرب سيتراجع في مجال حرية الصحافة عدة نقط بسبب هذه الوقائع".