لليوم السادس على التوالي، يواصل النظام السوري شن غاراته الجوية على الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب العاصمة دمشق، وذلك تزامنا مع فشل المنتظم الدولي في الاتفاق على قرار لإلزام نظام الأسد بوقف إطلاق النار. وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حملة القصف والغارات المستمرة على الغوطة الشرقية، أدت منذ بدئها الأحد الماضي إلى مقتل 416 مدنيا بينهم 95 طفلا. وقتل 59 مدنيا على الأقل في يوم واحد أمس الخميس، في غارات جوية وإطلاق صواريخ استهدفت العديد من بلدات الغوطة ومدنها، خصوصا دوما التي قضى بها 37 شخصا حتفهم بحسب المرصد. ومنذ يوم الأحد، يستهدف النظام السوري الغوطة الشرقية التي يحاصرها منذ 2013 بحملة قصف كثيف مع مؤشرات إلى هجوم بري وشيك تستعد له القوات الحكومية. إما أن تغادرو وإما أن تقتلوا ويحاول النظام السوري دفع السكان إلى مغادرة الغوطة، حيث أسقطت مروحيات عسكرية سورية اليوم الجمعة، منشورات على المنطقة الخاضعة للمعارضة، تحث فيها المدنيين على الخروج منها. وتدعو المنشورات سكان المنطقة، القريبة من العاصمة دمشق، إلى الرحيل عبر مسارات محددة، مع التعهد بتسكينهم في مخيمات مؤقتة. كما دعت الملسحين إلى إلقاء أسلحتهم والتقدم وفق إجراءات أمنية لتسليم أنفسهم. فشل أممي.. وإدانة للعرقلة الروسية ولم ينجح مجلس الأمن حتى الآن في وضع حد للتصعيد على الغوطة الشرقية، بسبب تعنث روسيا، حيث ندد سفير هذه الأخيرة خلال اجتماع للمجلس دعت إليه موسكو ب"الخطب الكارثية" التي تُذكر بما قاله أعضاء في المجلس خلال المعارك في مدينة حلب نهاية 2016، معتبراً أنها لا تنسجم مع الوضع على الأرض. وأوضح نظيره السويدي إثر الاجتماع أن المناقشات ستستمر، مبدياً أمله في طرح مشروع قرار أعدته بلاده والكويت للتصويت اليوم الجمعة، علماً أنه ينص على وقف لإطلاق النار يستمر شهراً. وأدانت الولاياتالمتحدة وفرنسا وأعضاء آخرون موقف روسيا الداعم للنظام السوري، وانتقد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر "الهجمات على المستشفيات" و"الوضع الذي لا يمكن القبول به" حسب تعبيره. من جهتها، حثت تركيا، اليوم الجمعة، روسيا وإيران، الداعمتين الأبرز للرئيس بشار الأسد، على "وقف" النظام السوري الذي يشن منذ الأحد، غارات على الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن "على روسيا وايران وقف النظام السوري"، معتبرا أن الهجوم على الغوطة ومحافظة إدلب الخاضعة كذلك لسيطرة المعارضة "يتعارض" مع الاتفاقات التي توصلت إليها أنقرةوموسكو وطهران في إطار المحادثات التي جرت في استانا الروسية.