في خطوة استثنائية، وسط التوتر الذي تعرفه المفاوضات حول ملف الصحراء على يد المبعوث الأممي الجديد هورست كوهلر، استقبلت الرئاسة الموريتانية ممثلا رسميا لجبهة البوليساريو الانفصالية. وأوضحت وكالة الأنباء الموريتانية، أن الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حد مين، استقبل مساء أمس الخميس، بمكتبه في نواكشوط، عبد القادر الطالب عمر، مبعوثا خاصا إلى رئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز، من ابراهيم غالي، متزعم الجبهة الانفصالية. وحسب المصدر ذاته، فقد نوقشت في هذا اللقاء، آخر مستجدات ملف الصحراء المغربية، وعلى رأسها المباحثات التي ينوي المبعوث الأممي إطلاقها، وقرارات المحكمة الأوروبية المتعلقة باتفاقية الصيد البحري، وهو الحكم الذي ينتظر أن يصدر الأسبوع المقبل. وفيما يرفض المغرب بشكل قاطع دخول الاتحاد الإفريقي طرفا في قضية الصحراء المغربية، استنجدت قيادة "البوليساريو" بموريتانيا، لبحث "ما ينوي الاتحاد الإفريقي القيام به مستقبلا". يشار إلى أن الخطوة الموريتانية الأخيرة، تعد تصعيدا، بعدما تجاوز المغرب صفحة الخلافات مع الجارة الجنوبية، وعين في الأشهر الأخيرة سفيرا جديدا له في العاصمة نواكشوط، وطرد أبرز المعارضين الموريتانيين من المغرب في شهر أكتوبر الماضي، وهو رجل الأعمال محمد ولد بوعمامتو، والذي أقام منذ سنوات في فيلا فخمة بمراكش، قبل أن تبلغه السلطات المغربية بأنه "شخص غير مرغوب فيه على تراب المملكة"، وتبلغ نظيرتها الموريتانية بأنه لم يعد موجودا في المغرب، في تحرك اعتبر بمثابة إعلان من طرف واحد عن حسن النية والسعي لتحسين العلاقات مع الجارة الجنوبية موريتانيا، وطي صفحة دونت فيها سنوات من التوتر كادت تصل في بعض الفترات إلى القطيعة. كما أن المبعوث الأممي الجديد للصحراء، كان قد اقترح جلوس المغرب في مفاوضات، تحضر فيها كل من الجزائروموريتانيا، إلى جانب الجبة الانفصالية "البوليساريو"، وهي الخطوة التي قبلها المغرب، نافيا في الوقت ذاته وجود مفاوضات مباشرة مع قيادات الجبهة الانفصالية.