إلى غاية ساعة المساء من يوم أمس السبت، ظل سكان حي " أمالو" الشعبي، ومعهم ساكنة خنيفرة، في حالة انتظار الخبر اليقين؛ خبر مصرع شابين من المدينة كانا على متن حافلة نقل العمال، التي اصطدمت بقطار لنقل البضائع في طنجة، وراح ضحيتها ستة عمال وإصابة 14 آخرين. الصدمة كانت قوية بعد تأكد مصرع الشابين توفيق الربيعي وسفيان الصفصافي، حيث تحول حي " أمالو"، في لحظة خاطفة، إلى وجهة المواطنين، اجتمعوا للتعبير عن مواساتهم لأسرتي الفقيدين، اللذين حلا بطنجة بحثا عن لقمة العيش. كل شيء بدا حزينا بحي " أمالو"، سائق سيارة أجرة أكد ل" اليوم24″، أن ما حدث فاجعة، وأن الساكنة لم تستيقظ بعد من هول الصدمة، التي خلفها حادث القطار، خاصة وأن الأمر يتعلق بشابين في عمر الزهور، خرجا يبحثان عن رزقهما كباقي أبناء منطقة الأطلس. منذ ساعات الصباح، شرعت خيمة أقيمت، بتعليمات ملكية، في استقبال المعزين، وببابها وقف والد الراحل، يحاول جاهدا مغالبة دموعه، والانتصار على حزنه العميق، وهو يمد يده للناس، الذين يحجون بالعشرات، لمواساة أسرتي " شهيدي" القطار، حيث منزل سفيان الصفصافي في حي مجاور، لا يفصله عن الحي الأول سوى مسافة قصيرة، وهنالك بدا والد الفقيد سفيان في حالة انهيار تام، حزنا على فلذة كبده، الذي قال إنه "العين التي يبصر بها"، وفقدانه لا يمكن أن يعوضه شيء. في المدينة لا حديث يعلو على حادث قطار طنجة، الكل متألم لفاجعة فقدان شابين، جمعتهما صداقة الحياة، قبل أن يقررا مواصلة مشوارهما المهني خارج عاصمة زيان، وبالضبط في شركة " كابلاج" بعاصمة البوغاز، قبل أن تقع الفاجعة، ويتحول بياض " ثلج" الأطلس، في لحظة برق، لسواد حامل لألم الفراق.