لم تتسع ساحة الشهداء ولا جنبات مسجد الشهداء، بباب لعلو بالرباط، للجموع الغفيرة التي جاءت من مختلف مدن المغرب، لتودع عبد الله بها، وزير الدولة، وأحد مؤسسي الحركة الإسلامية بالمغرب إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بعد صلاة الظهر بمدينة الرباط. الأمير مولاي رشيد يتقدم الجنازة حل الأمير مولاي رشيد، شقيق الملك محمد السادس بمسجد الشهداء، بالإضافة إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، والصديق المقرب للفقيد، مستشار الملك ياسر الزناكي، ورشدي الشرايبي، كما حضر الحاجب الملكي محمد العلوي، وكافة أعضاء الحكومة، وعدد من الشخصيات العامة المعروفة حيث قامت صلاة الجنازة على وزير الدولة عبد الله باها الذي وافته المنية يوم الأحد الماضي بعد أن صدمه قطار ضواحي مدينة بوزنيقة. بنكيران حزين على فقدان صديقه وكاتم أسراره ولم يستطع عبد الاله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن يخفي دموعه، وهو يتلقى التعازي ، حيث لوحظ وهو يبكي بحرقة سواء في بيته أو خلال احتضانه لأبناء المرحوم عبد الله بها، أو خلال تشييعه لجثمان صديقه المقرب، فلا أحد يشك بالعلاقة الوطيدة التي تجمع بين بنكيران وبين عبد الله بها، في الأخير دائما ما يلقب بالعلبة السوداء لبنكيران، فهو الوحيد الذي يعرف أسرار رئيس الحكومة، بحكم السنوات العديدة الذي جمعتهما. الملك يصف الفقيد ب"الرجل الدولة الكبير" وقد بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران ، وأكد "أن وفاة الفقيد لا تعد خسارة فادحة لأسرته المكلومة وحدها، وإنما هي رزء جسيم بالنسبة لنا ولحكومة المملكة، لما كان يتحلى به، رحمه الله، من خصال رجل الدولة الكبير، خديما وفيا لجلالتنا، ولما قدمه لوطنه من أعمال جليلة، عند تحمله للمسؤوليات الحكومية أو الوطنية، التي تقلدها بكل حكمة ونزاهة واقتدار ونكران ذات". انطلاق الجنازة من بيت بنكيران انطلقت جنازة الرحل من بيت عبد الإله بنكيران، في اتجاه مسجد الشهداء، وقد أشرف شباب حزب العدالة والتنمية على تنظيم الجنازة، خاصة وأن الأعداد كانت غفيرة في جنازة الفقيد. من هو عبد الله بها ولد عبد الله بها، الذي ينحدر من عائلة سوسية شأنه شأن عدد من القيادات الوطنية لحزب العدالة والتنمية، سنة 1954 بمنطقة أفران (الأطلس الصغير) بإقليم كلميم، تقلد عبد الله بها، في مساره السياسي، منصب عضو الأمانة العامة لحزب الحركة الدستورية الديمقراطية منذ 1996، ويشغل منذ سنة 2004 منصب نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. فاز عبد الله بها بمقعد انتخابي بدائرة الرباط - شالة سنتي 2002 و2007، بينما لم يقدم ترشيحه في الانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر الماضي، كما شغل منصب رئيس لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب ما بين 2002 و2003، ورئيس فريق العدالة والتنمية من سنة 2003 إلى غاية 2006، واختير نائبا لرئيس مجلس النواب في الفترة الممتدة من سنة 2007 إلى سنة 2008. وشارك عبد الله بها في العديد من المحطات السياسية والدعوية، خاصة في حركة الإصلاح والتجديد، ثم حركة التوحيد والإصلاح، قبل تدشين مسار الانضمام إلى حزب الراحل عبد الكريم الخطيب في نهاية عقد التسعينيات من القرن المنصرم، وقد كان عبد الله بها يتميز بمواقفه المعتدلة وبعيدة المدى للعمل السياسي. قيادات حزبية تنعي عبد الله بها بكلمات مؤثرة وحزينة، أبن وزراء أعضاء قياديون بحزب العدالة والتنمية ووصفوه ب "الحاضن والمربي والحكيم"، فبعض السياسيين كتبوا على صفحاتهم على الموقع التواصل الإجتماعي، كلمات مؤثرة تدل على حزنهم على وفاة بها، من بينهم مصطفى الخلفي، وبسيمة الحقاوي، وعبد القادر اعمارة، وعزيز الرباح ومحمد نجيب وليف وغيرهم من أعضاء الحكومة وحزب العدالة والتنمية. وبعض الآخر فضل الحديث أمام كاميرات المواقع الإلكترونية والتلفزية لنعي الفقيد. شباط في بيت بنكيران تغاضى حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، عن خلافاته السياسية الحادة مع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وتقدم شباط وفد حزب الاستقلال الذي زار بيت بنكيران في حي الليمون، وسط العاصمة الرباط، حيث أبلغه مواساته ومشاطرته الأحزان في فقدان وزير الدولة الراحل لعدد من أفراد عائلة الفقيد، كما سلم شباط على بنكيران معزيا إياه في رحيل "حكيم حزب "المصباح".