استمرت خيمة العزاء في الجرح الاتحادي الفادح لليوم الثالث على التوالي، تستقبل مزيدا من المعزين والمعزيات في رحيل الابن البار لبوزنيقة وواد الشراط والمغرب أحمد الزايدي، حيث التأم أزيد من ألف شخص، من قيادة الاتحاد الاشتراكي والفرقاء الحزبيين والنقابيين والحقوقيين وأعضاء الحكومة والمجتمع المدني، حيث ألقى رفيق الراحل عبد العالي دومو كلمة مقتضبة باسم العائلة الصغيرة والكبيرة. عدد فيها مناقب الفقيد وعلاقته الطيبة كإنسان ومناضل ومنتخب.. وزخم العلائق الإنسانية التي ظلت تربطه بالجميع، وتناولت الكلمة ابنة الراحل الكبير في جو مؤثر وبدموع غالبتها طيلة وقوفها أمام حشد المعزين وضمنهم قادة تاريخيون للاتحاد من قبيل المجاهد عبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي وعبد الواحد الراضي، وفي أجواء روحانية طغى عليها الصمت لآيات الكتاب الحكيم والدعاء الصالح لرجل ختم حفظ القرءان وهو ابن الخامسة عشرة من العمر، وظل متمسكا بخيط القيم الناظم للأخلاق العالية، وقد نعت سعاد الزايدي وكأي بنت بأبيها معجبة، الوالد بطيب وحسن الخاتمة، راجية من العلي القدير أن يسكنه مع الشهداء والصديقين.. وذكرت بمناقبه كأب ورب أسرة، واعتبرت خسارته رزءا فادحا للجميع، وقالت بصوت أجش «أدعو أن يجعل الله قبره روضة من رياض الجنة وأن يغفر له ذنوبه»» وبصوت أمل في استمرار الراحل روحا محلقة تحمي الأسرة والقيم، أجهشت قولا «رحل أبي لكن رائحته كالمسك مازالت عالقة في بيتنا، والمصحف الشريف لم يفارقه من..» أما سعيد الزايدي ابن الراحل، فقد تلى البرقية الملكية بعدما قدم شكره للعاهل المغربي على «هذه الالتفاتة التي خففت جزءأ من الحزن»، وجاء في البرقية الملكية تعزية جلالة الملك ومواساته لأسرة الراحل الكبيرة والصغيرة مذكرا بمناقب الفقيد ودوره الوطني وأعرب صاحب الجلالة بهذه المناسبة الأليمة لأفراد أسرة الفقيد ومن خلالهم لعائلته السياسية من مناضلات ومناضلي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ولجميع رفاقه ومحبيه داخل البرلمان وفي المجال الإعلامي، عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر مواساته في هذا الرزء الفادح، سائلا الله تعالى أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء. «وإننا لنستحضر في هذه اللحظة العصيبة ما كان يتحلى به الفقيد من خصال إنسانية عالية، ومن التزام بالمبادئ الوطنية الصادقة في تشبث مكين بمقدسات الأمة وثوابتها، فضلا عما هو مشهود له به من تفان وإخلاص وكفاءة عالية، في كل المهام التي تقلدها، ولاسيما كمنتخب على الصعيدين الوطني والمحلي، وكفاعل في الحقل الإعلامي، الذي كان أحد رواده، مما جعله يحظى بتقدير واحترام كبيرين». وعبر صاحب الجلالة عن مشاطرته لأفراد أسرة الفقيد أحزانهم في هذا المصاب الأليم، مؤكدا لهم صادق تعاطفه وسابغ رعايته السامية، داعيا جلالته العلي القدير «أن يجزي الفقيد الكبير الجزاء الأوفى عما قدمه لوطنه من جليل الأعمال، وأن يسكنه فسيح جناته، ويمن عليه بعفوه وغفرانه، ويتلقاه في عداد الأبرار من عباده، إنه سميع مجيب». وبعدها اعتبر سعيد أن فقدان والده قد كان قدرا محتوما، معقبا ذلك بقوله: «لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»واعتبر سعيد بأنه فقد الأب والصديق والأخ والرفيق، واعتبر الفقدان خسارة كبيرة للاتحاد واليسار وكل القوى الوطنية الصادقة ، وختم بشكر كل من تفضل بالحضور أو الاتصال لتقديم العزاء في الراحل الكبير. من ضمنهم رئيس الحكومة وعبد الإله بنكيران وعدد من الوزراء السابقين والحاليين والوزيران الأولان السابقان عبد الرحمان اليوسفي وادريس جطو.