أسدلت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بطنجة، أمس الثلاثاء، الستار عن قضية مثيرة للغرابة، وتتعلق بشاب في العشرينيات، متهم باغتصاب امرأة مسنة، حيث أدانته المحكمة بالمنسوب عليه، وقضت في حقه 20 سنة سجنا نافذا. ومثل المتهم المسمى (م – اليوسفي) 28 سنة، أمام هيئة المحكمة في حالة اعتقال، وفي صك الاتهام "انتهاك حرمة مسكن الغير ليلا والاغتصاب"، حيث اعترف المتهم باقتحام المنزل عليها لكنه أنكر واقعة ممارسة الجنس عليها بالإكراه. وأثناء استنطاق المتهم والاستماع إلى تصريحات المشتكية التي أدت اليمين القانونية، تبين لممثل النيابة العامة معطيات جديدة في القضية، تستوجب ظروف تشديد العقوبة، عندما صرحت الضحية بأن المتهم "كبل يديها وقدميها لكي يحكم قبضته عليها، وتركها على ذلك الحال بعد ممارسة الجنس عليها". ووقفت المسنة التي كانت مرفوقة بابنتها التي كانت غائبة عن المنزل يوم الحادث، وهي تتكئ على عصى طبية، قبل أن يطلب منها القاضي رئيس الهيئة الجلوس فوق كرسي، حيث سردت تفاصيل ما وقع يوم اقتحم المتهم المنزل عليها، وتركها مكبلة اليدين والرجلين. وجاء في أقوالها، أن المشتكى به "نزع ملابسي كلها وتركني عارية، ولم تشفع له دموعي وتوسلاتي من العبث بجسدي"، قبل أن تخرج قماشا من كيس بلاستيكي وتشهره في وجه المحكمة قائلة؛ "هذا دليل جريمته التي استمرت أربع ساعات، من العاشرة ليلا إلى الثانية بعد منتصف الليل…."، وسط ذهول جميع الحاضرين في جلسة المحاكمة. وفي الوقت الذي اعتبر ممثل النيابة العامة، أنه من خلال مناقشة القضية أن الضحية تعرضت لاعتداء وحشي، ملتمسا تكييف التهمة إلى "الاغتصاب والاحتجاز المقرون بالتهديد"، والتي تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد، فإن دفاع المتهم المنتدب في إطار المساعدة القضائية، رأى التهم ملفقة لشخص بريء لا توجد أي دليل لإثبات التهم المنسوبة إليه، مطالبا بتبرئته في القضية، لكن هيئة الحكم قضت في حق الماثل أمامها ب 20 سنة سجنا نافذة.