بدأ الحزب الصاعد في إسبانيا "بوديموس"، الذي يرأسه السياسي الشاب بابلو إيغليسياس، يبعث برسائل "غير مريحة" تجاه المغرب، بحيث طالبت كاتبته العامة في جهة أندلسيا، تيريسا رودريغيز، الجمعة الماضي، العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، ووزير الخارجية الإسبانية، خوسي غارسيا ماراغايو، بالتدخل لدى الرباط من أجل إنهاء الإضراب عن الطعام الذي تقوده الانفصالية الصحراوية، تكبر هدى، أمام القنصلية المغربية في لاس بالماس في جزر الكناري، والتي تزعم بأن المغرب قتل ابنها خلال إحدى المظاهرات، وتطالب بتحقيق مستقل عن المملكة. وفي هذا السياق، قالت تيريسا رودريغيز، خلال وجودها بلاس بالماس الجمعة الماضي، أنها تعبر "عن تضامن الأندلسيين وحزب "بوديموس" مع الناشطة الصحروية"، حسب ما أودرته وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس"، وهي المواقف التي باتت تزعج الرابط، التي تحسنت علاقتها بمدريد في الفترة الأخيرة، والتي تريد أن تعود إلى الخلف بسبب هذا الحزب الصاعد، والمرشح لأن يحقق نتائج جيدة في التشريعيات المقبلة في إسبانيا. وعبر قادة الحزب، أكثر من مرة، عن مواقف منحازة لجبهة البوليساريو، فهذا الحزب، الذي يوصف ب"اليساري المتشدد"، يعتبر الصحراء المغربية "منطقة مستعمرة إسبانية لم يتم تصفية الاستعمار منها بعد"، كما يطالب بالطعن في اتفاقية مدريد، التي تحولت بموجبها "سيادة" الإقليم من إسبانيا إلى كل من المغرب وموريتانيا، فضلا عن أنه يدعم خيار الاستفتاء الذي يعتبره المغرب خيارا صار متجاوزا وغير قابل للتطبيق. كما طالب بعض قيادي "بوديموس"، خلال المؤتمر العام الذي انعقد نهاية شهر أكتوبر الماضي، باعتراف إسبانيا بالبوليساريو كدولة. وكانت "تيريسا رودريغيز"، وهي من ممثلي "بوديموس" في البرلمان الأوروبي، قد عبرت عن موقف داعم للجبهة خلال زيارة قامت بها إلى ممثلي البوليساريو في إشبيلية. رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، قال، الأسبوع الماضي لوكالة "إيفي"، ردا على سؤال حول إن كان المغرب يشعر بالقلق من الأحزاب الصاعدة في إسبانيا: "من الطبيعي أن نقلق مادمنا لا نعرف حقيقة مواقفها.. لكن نقبل الديمقراطية، ونقبل نتائجها، وإسبانيا بلد ديمقراطي، وهنا تمضي الأمور بشكل معين"، وشدد على أن "الأولوية ستكون لمصلحة المغرب وإسبانيا، ولا أعرف إن كنت سأبقى هنا، أو الطرف الذي سيكون في السلطة هناك، ولكن البلدين يعرفان أنه لا يمكن الرجوع إلى الخلف"، وفق تعبير بنكيران. وتأسس "بوديموس" في بداية 2014، وشكل مفاجأة من العيار حين حصل على 5 مقاعد في البرلمان الأوروبي، كما لا يزال يفاجئ المتتبعين بسبب الشعبية التي أصبح يحظى بها في إسبانيا، حيث يشير استطلاع رأي نشرته مؤخرا يومية "الباييس" أن حزب "بوديموس" سيحصل على أغلبية أصوات الناخبين متفوقا على كل من الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي.