عزز بابلو ايغليسياس الذي يتراس حزب بوديموس الاسباني، الاحد سيطرته على الحزب اليساري الراديكالي، المعروف بمواقفه المعادية للمغرب، بعدما ايد ناشطوه الخط المتشدد الذي يتبناه. وقال زعيم بوديموس امام الاف من الناشطين المتحمسين المجتمعين في مدريد ان "رياح التغيير لا تزال تهب"، وذلك بعيد اعلان فوز لائحة ايغليسياس في انتخابات الحزب التمهيدية. وبعد اشهر من الجدل الحاد بين انصار الامين العام ومؤيدي نائبه اينيغو اريخون، حسمت قاعدة الحزب امرها واعيد انتخاب بابلو ايغليسياس (38 عاما) استاذ العلوم السياسية امينا عاما للحزب باكثر من 89 في المئة من الاصوات، بحسب ما اعلن امين التنظيم في الحزب بابلو اخينيكي. كذلك، اختار 56 في المئة من 155 الف ناشط شاركوا في التصويت برنامج بابلو ايغليسياس الذي يدعو الى مواصلة التظاهرات ضد التقشف والفساد، في حين ايد 34 في المئة برنامج اريخون الذي يندد بفقدان الديموقراطية والسلطات الموسعة للرئيس. ولدى مشاهدتهم الرجلين يطلان، هتف الناشطون على ادراج قصر فيستاليغري للمؤتمرات التي علقت عليها اعلام بوديموس البنفسجية "وحدة، وحدة، وحدة". وتربط ايغليسياس واريخون صداقة منذ اربعة عشر عاما. وخشيت حركة "الغاضبين" ان تبدد امالها جراء خلافهما، هي التي قامت ضد التقشف والفساد وشكلت نواة انبثق منها بوديموس. ورد ايغليسياس بعدما عانق اينيغو اريخون الذي يدرس بدوره العلوم السياسية "وحدة وانسحاق حتى النصر". – قوة ثالثة – يشكل بوديموس مرادفا لحزب سيريزا اليوناني وابصر النور في كانون الثاني/يناير 2014 وتصاعدت شعبيته في 2016 في بلد يشهد ازمة اقتصادية غير مسبوقة. وهو اليوم القوة السياسية الثالثة في اسبانيا ويتولى ادارة الشؤون المحلية لمدن مثل مدريد وبرشلونة. كان خيار الناشطين واضحا في الانتخابات التمهيدية وبات توزع القوى داخل الهيئة التنفيذية للحزب كالاتي: 37 نائبا من قائمة بابلو ايغليسياس و23 من قائمة اريخون ونائبان من التيار الثالث المناهض للراسمالية. وكان ايغليسياس المؤيد لتحالف مع الشيوعيين المدافعين عن البيئة عرض برنامجا يركز على التعبئة الاجتماعية ويذكر بالتظاهرات الحاشدة التي شارك فيها ملايين الاسبان في الاعوام الاخيرة للمطالبة بمزيد من الحقوق. وقالت كارمن سانتوس عضو الهيئة التنفيذية لوكالة فرانس "لدينا ماكينة حرب انتخابية. سنعزز الان تواصلنا مع الناس انطلاقا من تظاهرات ضد التقشف او الفساد". من جهته، اراد اينيغو اريخون الذي كتب غالبا خطب ايغليسياس ان يضفي مزيدا من الليونة على صورة الحزب لاجتذاب الناخبين الاشتراكيين في شكل اكبر. ويعود الى الهيئة التنفيذية ان تحدد منصب اريخون الذي كان يرغب في مزيد من العمل في البرلمان لنسج تحالفات محتملة مع الاشتراكيين بهدف جعل الحزب الشعبي المحافظ الحاكم منذ 2011 اقلية في الكونغرس. وبدا الاحد ان ايغليسياس يمد يده لاريخون حين اكد ان معركة الاشد فقرا يمكن ان تخاض ايضا "داخل البرلمان (…) من دون ان تكون ابدا مماثلة للطبقة السياسية القديمة". اما معارضوه فكانوا يخشون "عمليات تطهير" تطاولهم. وقال خوان لوبيز دي اورالدي النائب عن حزب ايكو المدافع عن البيئة والعضو في تحالف يونيدوس بوديموس "من الاهمية بمكان ان يكون الفائز سخيا جدا". من جهته، قال تريستان دوانيل الذي يعاني البطالة والمؤيد اكثر لاريخون ان "بابلو حقق الفوز عبر التهديد بالرحيل"، مبديا اقتناعه بان "الزعيم المحبوب" لم يعد يتحمل الانتقادات. واضاف دوانيل (30 عاما) "انيغو اريخون اراد ان يكسب الناخبين في شكل تدريجي، لكن بابلو اراد على العكس احداث فوضى وتوتير الاجواء، ولست واثقا بانه سينجح". يشار الى ان الناشطين ال155 الفا الذين شاركوا في الانتخابات التمهيدية لا يمثلون بالضرورة 5,5 ملايين ناخب سبق ان صوتوا لبوديموس.