خرج سكان دوار "تزكين"، التابع لدائرة جماعة "إمي نولاون" بورزازات، اليوم السبت في مسيرة على الأقدام، في اتجاه عمالة الإقليم، للمطالبة بفك العزلة عنهم. وأوضح أحد سكان المنطقة في اتصال مع "اليوم 24″، أن المنطقة محاصرة بالثلوج منذ أكثر من أسبوع، مما تسبب في نفوق رؤوس المواشي، بسبب شدة البرد والجوع، رغم تقاسم المعنيين "الخبز" مع مواشيهم، لعدم توفر العلف. وأضاف المصدر ذاته، أن السلطات حاصرت المحتجين بعد سبع كيلومترات من المشي، ووعدتهم بفك العزلة عنهم، فيما لايزالون مرابضين في المكان ذاته، لحدود الآن في انتظار، أن تفي السلطات بوعودها. وفي السياق ذاته، كشف المصدر ذاته، عن الحالة المزرية التي يعيشها سكان هذه المنطقة، حيث انضاف إلى الفقر، قلة الحيلة لإطعام الصغار، بعد أن نفذت المؤونة. وتعيش عدد من الدواوير الجبلية، والنائية، معاناة حقيقية، خلال فصل الشتاء، جراء هشاشة المسالك الطرقية المؤدية إلى دواويرهم، التي تزيد من تعميق جراح التهميش والإقصاء الذي ترزح تحت نيرانه المنطقة منذ عقود. وفي ظل معاناة سكان المغرب المنسي من العزلة، في فصل الشتاء، كان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قد كشف أن حكومته، وتنفيذا للتوجيهات الملكية، أعدت برنامجا "طموح" لتنمية العالم القروي برسم الفترة الممتدة ما بين 2016 و2022، بغلاف مالي يقدر ب 50 مليار درهم. وأوضح العثماني، في معرض رده على أسئلة حول موضوع "العدالة المجالية والتنمية" في إطار الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة، أن هذا البرنامج يرمي إلى تحقيق أهداف استراتيجية تشمل فك العزلة عن السكان بالمناطق القروية والجبلية وتعميم أو تحسين ولوج الساكنة إلى الخدمات الأساسية (الكهرباء والماء والصحة والتعليم) وتعزيز وتنويع القدرات الاقتصادية للمناطق القروية والجبلية، سيما وأن الدراسة الميدانية المنجزة بهذا الخصوص، همت مختلف جهات المملكة ومكنت من تحديد أزيد من 24 ألف دوار، في 1.253 جماعة تعاني من الخصاص وتستلزم استثمارات للتأهيل الاجتماعي.