في الوقت الذي كان مقررا أن تدخل مدينة جرادة، في إضراب عام ابتداءا من الساعة الثانية بعد الزوال وإلى غاية السادسة من مساء اليوم الجمعة، استجابة لطلب نشطاء الحراك الشعبي، إلا أن حادث وفاة عبد الرحمان زكرياء، أمس الخميس، ببئر للفحم، عجل بدخول السكان، وبالخصوص التجار، في إضراب منذ ساعات الصباح . وشل الإضراب الحركة التجارية بالمدينة، بشكل كلي. ورصدت كاميرا "اليوم24" إغلاق التجار وأرباب المقاهي لمحالاتهم التجارية، في عموم المدينة في حاشي بلال وحي المسيرة ووسط المدينة وبالتحديد في السوق المغطى. والتحق التجار وعموم المواطنين بالمحتجين الذين قضوا ليلة بيضاء في محيط مستودع الأموات الذي يوجد به جثمان الهالك عبد الرحمان زكريا، حيث منعتهم القوات العمومية من الوصول إلى مستودع الأموات بضرب طوق أمين على هذا الأخير. ويبدو أن السلطات تسعى إلى إجراء تشريح لجثة الهالك، في إطار التحقيق الذي كشفت في بيان سابق لها بأنه فتح في الموضوع. وعلاقة بالأمر رد نشطاء الحراك الشعبي، على لسان عزيز أيت عبو، الملقب بعزيز الرش، أن النشطاء ليسوا ضد دفن جثمان شهيد السندريات ولا ضد تشريح الجثة، ولكن عائلته تطالب بتمكينها من حقوقها، وأنها هي التي طالبت بعدم التشريح. ورد من جديد الرش على اتهامات السلطات التي قالت فيها بأن أشخاص حالوا دون تمكين السلطات من تقديم المساعدة لشخص في خطر، بأنه جرت العادة وفي جميع الحالات المشابهة أن المواطنين هم الذين يستخرجون جثامين القتلى، وعددهم إلى حدود الساعة 44 قتيلا، منذ التصفية القانونية لشركة مفاحم المغرب التي كانت تستغل مناجم جرادة منذ نحو 20 سنة. ومنذ الصباح الباكر، حل بمحيط مستودع الأموات العشرات من أفراد القوات العمومية، حيث تطوق حتى هذه اللجظات المستودع، للحيلولة دون وصول المواطنين الغاضبين إليه، وفي نفس الوقت تسود حالة من الترقب حول رد فعل القوات العمومية في حالة استمرار الإحتجاجات في هذا المكان.